سجينة جبل العامري بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز


هتنيل أخدها أول الشهر
لوى شفتيه هازئا واسترد قائلا بسخرية
هو أنا بكلمك دلوقتي ليه
تهكم الآخر
عليه وهو يجيب بنفس نبرته الذي استشعرها عبر الهاتف
هو إحنا أول الشهر سلامتك ولا الشغل مع جبل كل عقلك
أجابه بجدية يوضح له سبب تأخيره الذي حدث في بداية الشهر
مكالش عقلي ولا حاجه البضاعة اتأخرت ومجاتش أول الشهر الحكومة اتسرب ليها معلومات وجبل وقف التسليم

تسائل الآخر بتلهف وفضول
ودلوقتي ايه الجديد
أكمل وهو يعلم أنه ېموت ليعلم أي شيء عن التسليم ليقوم بضړب جبل الضړبة الكبيرة ولكنه للأسف فاشل حتى وإن أخذ كل المعلومات فلا شيء يستطيع فعله ولا شيء يصيب جبل
البضاعة في المخازن
ابتسم وقد شعر الحارس بها وقال بسعادة دفعت إليه
حلو يا حدق
أنكر الآخر ما قاله بابتسامة ساخرة ونبرة جدية وهو يطالب بحقه الذي أتى عن طريق الخېانة
لأ مش حلو أنا عايز حقي ناشف ماليش في الحلو خالص
أومأ برأسه وقال بجدية وهدوء موافقا فالآن السعادة تدق بابه بكثرة بسبب ما أخذه من معلومات يستطيع أن يفعل بها الكثير
هيوصلك حقك متقلقش
أنهى معه المكالمة بجدية
يلا بالسلامة
هناك مقولة شهيرة تنص على يلعب على الحبلين وهذا ما كان يفعله هو يسرب المعلومات إلى طاهر العدو الأكبر إلى جبل العامري ومن الناحية الأخرى لا يقول له الأماكن البديلة إلى المخازن والذي كان من أهمها أكبر وأفضل وأشهر مكان على الجزيرة 
خائڼ بين حراس العامري وإلى الآن لم يتعرف عليه أحد 
جلست والدته معه على الأريكة داخل غرفته غرفة كبيرة للغاية المعنى الصحيح لغرفة داخل قصر بها أثاث على الطراز القديم كالفراش أخشابه ثقيله باهظة كبير للغاية يتسع لأربع أفراد ليس واحد أو اثنين به أربع أعمدة خشبيه من كل إتجاه واحد 
خزانة ملابس كبيرة نفس هيئة وشكل الفراش
أريكة كبيرة للغاية مع اثنين من المقاعد الخاصين بها وطاولة بينهم ومرآة كبيرة يضع عليها فرشاة للشعر وواحدة من زجاجات العطر الفخمة 
ربتت على فخذه وهو يجلس جوارها
اسمع مني يابني زينة مش هتقعد غير بالطريقة دي أنت لازم تتجوزها
تابع عينيها وخرج صوته بخشونة وحدة يتحدث بتأكيد وثقة
لأ هتقعد وأنتي عارفه إني أقدر اقعدها ڠصب عن أي حد وده اللي هعمله لكن مش هتجوزها
عقدت حاجبيها وتسائلت بذهول
وليه لأ هتفضل لحد امتى من غير جواز
أجابها بحدة وعينيه تقابل عينيها بشرارة ورفض لحديثها ولكن هناك خفقة بسيطة في قلبه توافقها أمام كل ذرات عقله
وهو أنا يوم ما اتجوز اتجوز مرات أخويا
تفوهت بجدية تجيب على كلماته بكلمات بالنسبة إليها عقلانية إلى أبعد حد
كانت كانت مرات أخوك وهو الله يرحمه مېت من خمس سنين ده عمر يابني
احتدت نبرتها وارتفع صوتها وهي ټضرب على قدمها اليمنى بعصبية قائلة
ليه كل ده 
علشانها ما تبص لنفسك يا ابن بطني ماهي غارت وسابتك هي وأهلها كلهم
وقف على
قدميه بعصبية يماثلها مبتعدا عنها متقدما من
الفراش يتمسك بأحد اعمدته يعطي إليها ظهره قائلا بقسۏة
بقولك ايه هي مش في دماغي وغارت زي ما قولتي أنا مش عايز اتجوز ولا تكوني أنتي ناسيه شغلي ده ايه ده مش سبب يخليني مربطش حد بيا ولا أعمل عيلة
وقفت خلفه تهتف ببساطة وجدية
شغلك ماله يا جبل محامي قد الدنيا وماسك بلد بحالها
استدار ينظر إليها بتهكم يكرر حديثها باستهزاء
آه محامي وماسك بلد
احتدت نبرتها أكثر وتحولت ملامح وجهها اللينة التي كانت تحاول إقناعه من لحظات واتجهت نبرتها إلى الأمر والقوة وذلك لأنها لن تسمح بذهاب ابنة ولدها الراحل ولا تريد ظلم والدتها
ابتسم ناظرا إليها بلا مبالاة وبرود
الظاهر مسمعتيش اللي قولته
أقتربت منه وقالت بنفس النبرة القوية منتظرة أن تراه يوافق ولكنها مع ذلك تعلم أنه لن يوافق بتلك السهولة ولن تتركه أيضا يأخذ الطفلة من والدتها قصرا إنه ولدها وهي تعرفه جيدا وتعرف حلوله الغريبة
لو مش عايز تتجوز وتعمل عيله وتحب مراتك اتجوزها ولم لحم أخوك وأعمل ما بدالك بعدين عايز تتجوز تاني اتجوز عايز تحط عقلك في راسك وتخليك مع زينة يبقى خير وبركة
أجاب على حديثها بمنتهى البساطة وكأنها تتحدث مع ذاتها
مش هي اللي هتقعد بالذوق
رفع وجهه إليها بقسۏة وتفوه بنبرة عڼيفة قاسېة لأنه لم يكن معتاد على ان يرفض أمره
قالت بسخرية تنظر إليه
ونخسرها هي وبتنا
صړخ بوجهها بصوت عالي لأنها تحدثت أكثر من اللازم وقامت بفتح چروح قديمة جعلها تلتئم بصعوبة صحيح لم تعد تؤلمه ولكنها تبقى چروح
في داهية
صړخت هي الأخرى بوجهه وتغيرت ملامحها أكثر وأكثر عليه ورفعت سبابة يدها اليمنى أمام وجهه بحدة
لأ مش في داهية يا جبل بت ابني مش هتطلع من الجزيرة وبالسياسه كله بالسياسه يا جبل
أبتعد بوجهه عنها وقال
ماشي يما ماشي
خرجت من الغرفة بعد أن استمعت إلى آخر كلماته وتوجهت إلى الخارج وهي عازمة أمرها ومقررة داخلها أن مهما يحدث لن ترحل ابنة ولدها من هنا لن تذهب إلى خارج بوابة القصر 
وقف بالداخل ممسكا عمود الفراش يضغط عليه بيده يفكر فيما قالته والدته كثير من الاتجاهات تتعارض مع زواجه وبالخصوص واحدة مثلها هناك أشياء كثيرة تخفى عن البعض 
ابنة
شقيقه وكأنه هو أمام والدته لذا لا تريدها أن ترحل يستطيع أن يجعل والدتها تذهب رغما عنها ويبقي الفتاة ولكنه لا يضمن ما الذي من الممكن أن تفعله وهي خارج الجزيرة لاسترداد ابنتها 
ترك الأمر جانبا عندما عاد عقله إلى تلك النقطة التي عبثت بها والدته أهو لا يريد الزواج لأجلها أم لأجل أنه لا يريد من الأساس!
في الصباح
كان الجميع يجلس في الصالون بعد تناول الفطور على السفرة سويا 
أقتربت الفتاة الصغيرة وعد من جدتها التي شعرت بحنيتها وحبها لها وجلست على قدميها وهي تفتح بيدها ورقة مطوية لترفعها أمام نظرها قائلة لها بحب
تيته دي أنا وأنتي رسمتها علشان أخدها معايا وأنا مسافرة
نظرت إليها وجيدة كانت رسمة طفولية للغاية بها فتاة صغيرة وسيدة لم تستطع بأن تجعلها رائعة إلا بحبها الذي رسمت به 
ا قائلة بحب وفرحة
الله حلوة أوي بس أنا مش هسيبك تسافري على طول كده أنا مشبعتش منك
بينما هو كان ينظر إلى تلك التي تجلس أمامه مباشرة ولأول مرة بحياته ينظر إليها بهذه الطريقة يبدو أن حديث والدته أمس جعل الرجل الذي بداخله يستفيق وينظر إليها بنظرات الرجال الجائعة 
لأول مرة ينظر إلى جمالها الطبيعي المعتاد في كل الوجوه ولكنها جميلة غيرهم بعيونها 
آن داخله پألم لقد نسي كل هذه الأشياء لما جعلته والدته يستفيق من جديد ويتبع اهوائه وغرائزه وهي من زوجة شقيقه! ولكنها للحق تستحق
كم أنه وقح وعديم الشرف ينظر إلى زوجة أخيه هذه النظرات القڈرة ويقيمها من الأسفل إلى الأعلى ويقيم مفاتنها الذي حرم منها ومن أي امرأة لسنوات 
ولكن تقريبا حديث والدته صحيح! لما لا يتزوج خصوصا إن كانت واحدة أتت إلى حده كما قالت هي بالأمس! 
كانت على الطرف الآخر تبتعد بعينيها إلى ابنتها
وجدتها تتابع حديثهم من اللحظة إلى الأخرى وبينهما تتابعه هو وترى شروده بها ونظراته المثبتة عليها مرة على عينيها مباشرة ومرة على خصلاتها ومرة أخرى على جسدها 
أهو مختل أم ماذا استغربت نظراته كثيرا فقد تقابلت معه في الأيام الماضية بكثرة ولكنه لم يكن هكذا أبدا بل كان غير مبالي بها وعديم الاهتمام والحديث معها ما به الآن
نهرت تفكيرها ونفسها سريعا على هذه الأفكار الغبية والكريهة التي أتت على عقلها تجاة شقيق زوجها والتي لم يعاملها بهذه الطريقة التي فكرت بها أبدا منذ معرفتها به إلى اليوم يبدو أنها هي التي بحاجه وجود رجل جوارها ففكرت بهذه الطريقة 
في لحظة والجميع كل منهم في رأسه شيء قطع حبل أفكارهم بمجرد أن دلف عاصم إلى الغرفة مقتحمها عليهم يهتف
بصوت عالي قلق للغاية
جبل حملة طالعة من المدرية على الجزيرة
وقف جبل سريعا على قدميه بعيون متسعة إلى آخرها ينظر إليه بقسۏة والآخر يبادله
النظرات بفزع لأجل ما سيحدث في الجزيرة بعد قليل 
بينما هي طالعتهم باستغراب شديد ونظراتها تتجه من واحد تلو الآخر من أهل القصر والذي بدى على وجوههم معرفة ما الذي يجري على عكسها هي وشقيقتها 
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن 
سجينة جبل العامري
الفصل الثالث
ندا حسن
جزيرة العامري موضع لكل اشتباه جال بخاطرها
دارت عيونها السوداء على الجميع وكأنها تائهة بينهم تضل طريق العودة إلى واقعها أو تضل المرسى لفهم ما يحدث حولها وقد كان هذا صحيح فهي تقف بينهم وكأنها خيال الجميع يعلم ويفهم ما الذي سيحدث بعد قليل ولما الشرطة متجهة إلى الجزيرة إلا هي هي فقط من يجهل الأسباب 
أضاف جبل على كلمات عاصم بقسۏة وصرامة
مش عايز أشوف حارس واحد من اللي بره معانا صرفهم لحد ما نخلص
أجابه الآخر قائلا بجدية شديدة وهو يصب تركيزه كله معه
كده هنحتاج رجالة كتير
عقب سريعا يكمل حديثه مجيبا بملامح قاسېة لأنه أدرك أن هناك خائڼ بينهم
رجالة الجزيرة موجودين
تقدم منه عاصم قائلا بعملية
جبل!
نفى الآخر برأسه وهو يحركها يمينا ويسارا ثم تفوه
لأ الجزيرة يا عاصم
أكمل قائلا بعملية شديدة وهو يتقدم معه إلى الأمام للخروج من القصر
لسه في وقت نقدر ننقل محتاجين مش أقل من تلت ساعات علشان يوصلوا الجزيرة إلا لو جايين بطايرات
أجابه الآخر وهو يسرع في التقدم مثله ليحاولوا إنقاذ الموقف الذي وضعوا به
لأ حملة طالعة من المدرية بري
اومأ إليه جبل وهم يخرجون من القصر إلى الحديقة بسرعة كبيرة فقط ليجعل الأمر طبيعي وعلى ما يرام في كل مرة لا أحد يستطيع أن يفعل معه شيء أو تقدم إليه أي من التهم لأنه على قدر عالي من الذكاء ومر عليه الكثير مثل هذه المواقف ولكن الوقت هو الوحيد الذي 
تسائلت إسراء بعيون تتلهف لمعرفة ما الذي يحدث وهي تنظر إلى فرح
هو ايه اللي بيحصل
أجابتها
شقيقته بتكبر وهي تبتعد لتخرج من الغرفة قائلة
مافيش حاجه
ابتعدت زينة بنظرها إلى ابنتها وعد الصغيرة وأشارت إليها بيدها لتتقدم منها الفتاة فقامت 
وقفت والدته هي الأخرى على قدميها وقد بدا القلق على ملامحها بوضوح وظهر التوتر في نبرة صوتها ومع خروج كلماتها من فمها
مافيش حاجه يا زينة مافيش
تقدمت لتخرج من الغرفة على عجلة من أمرها ولكن زينة أوقفتها وهي تقف مثلها تتقدم منها لتقف قبالتها تكرر بحدة أكبر مطالبة أن تعلم ما الذي يجري
مافيش إزاي البوليس جاي الجزيرة ليه ومال ابنك اتخض وطلع يجري مش هو لوحده كلكم
نظرت إليها والدته بحدة هي الأخرى وقالت بجدية ونبرة قوية
قولتلك مافيش يا زينة ولو في حاجه وإحنا مقولناش يبقى متخصكيش
طالعتها بغرابة شديدة وتمسكت بيد ابنتها بقوة أهي قاربت على فهم ما يحدث! 
خرجت وجيدة من الغرفة لتصعد عاليا كي تستطيع أن ترى ما الذي يحدث في الخارج من الأعلى على الرغم
 

تم نسخ الرابط