جراح الماضي بقلم سارة زعبلاوي
المحتويات
بقوله لأنك معشتيهوش لكن لكن انتي مش فاهمة يعني اية تنامي من غير غطا في عز البرد يعني اية تقعد باليومين مفيش في بطنك حاجة حتي الماية مش لقياها
هزت رأسها بعدم اقتناع بمبرراته و قالت
باستنكار
لو كل واحد مش لاقي ياكل عمل كدة هنبقي في غابة و ناكل في بعض ثم إن في ناس كتير اوي فقرا و مش لاقيين ياكلوا و بيشتغلوا شغل شريف حتي لو الفلوس اللي بتيجي منه متقضيش غير الأكل بيبقوا راضيين و أحيانا اصلا في ناس مش بيبقوا لاقيين
نظر لها بذهول فهذا الحديث صادر عن فتاة في بداية عقدها الثالث
صادر عن فتاة عمرها نصف عمره
انت عارف انا مش هبلغ عنك لسبب واحد بس أن انت كفاية عليك عقاپ ربنا و مرضك اللي ابتلاك بيه و ملوش علاج و كفاية ولادك اللي اتخلوا عنك و هما عندهم حق و مراتك ربنا أداها فرصة ترجع عن اللي هيا فيه بس رفضت الفرصة!!
قطع صمتها رنين هاتفه لتخرجه من جيب معطفها الأبيض و تجيب قائلة
انتبه لها سمير و هو يستمع لحديثها بشغف
الو يا ليلي عاملة اية!
انا تمام الحمد لله انت اتحركت!
من زمان انا واقف تحت المستشفي
طيب انا هغير هدومي و هنزل علي طول سلام!!
نظرت إلي سمير بتساؤل لينكس رأسه قائلا
علي اسم ابني عشان كدة الاسم جذبني!!
تنهد بأسي عليه و قالت مربتة علي كتفه
ربنا يتولاك برحمته انا هرجعلك بكرة عشان تبدأ العلاج عن أذنك
دخلت فاطمة الي غرفة هنا لتجدها واقفة أمام شرفتها و الهدوء هو عنوانها
اقتربت منها و هي تربت علي ظهرها بشفقة قائلة
مش بتنزلي تقعدي معايا لية يا فاطمة بدل منا قاعدة لوحدي!!
نظرت لها و قال بشرود
مظنش انكم عايزين تشوفوا وشي اصلا!
تنهدت فاطمة بحزن و قالت و هي تقف أمام هنا
متحاوليش تشيلي عني الذنب يا فاطمة انا السبب في كل حاجة حصلت لو كنت مشيت عدل و سمعت كلام ماما مكنش هيجرا كدة انا اللي ډمرت نفسي و انا اللي ډمرت يوسف و انا اللي موتت ماما!!
غلب البكاء علي نبرتها في الجملة الأخيرة لټحتنها فاطمة قائلة
اهدي بس كدة كل دة بأمر ربنا محدش ليه ذنب فيه اقولك
ازداد بكاء هنا و قالت پألم
اااه يوسف يا تري هيحصل اية لما يفوق و يعرف اني اتجوزت غيره!!
خلاص يا هنا احنا فيها ارفضي و قولي لليلي انك مش هتتجوزي مروان و سيبيه ياخد عقابه
مينفعش لو متجوزتش مروان محدش هيرضي يبص في وشي اصلا و انا مش هضحك علي نفسي يوسف مش هيبقي عايزني تاني خلاص خصوصا بعد الفيديو اللي هو شافه!!
صحيح اية حكاية الفيديو دة يا هنا!!
تشنجت ملامحها و قالت بندم
كنت سهرانة معاه في الديسكو شربت كتير لحد ما بقتش حاسة بنفسي خدني بيته و كان بيصور فيديو عشان لو حبيت اغدر بيه يهددني بالفيديو دة بس قبل ما يعمل حاجة جرس الباب رن و بدأت افوق و لحقت نفسي قبل ما يحصل حاجة و هو اتأسفلي كتير بس متخيلتش انه كان بيسجل فيديو ساعتها!! و بردو ما اتعظتش فضلت ماشية في اللي انا فيه لحد ما كله جيه علي دماغي يا ريت كنت سمعت كلام ليلي و بعدت عنه يا ريتني!!
طرقات علي باب مكتبه أخرجته عن تركيزه في عمله
ادخل يا مراد
انا آسف يا دكتور فارس بس في واحد برة مصر يقابل حضرتك
قطب فارس حاجبيه باستغراب و قال
اسمه اية يعني!
مش راضي يقول اسمه
ليظهر آخر شخص توقع مجيئه للمشفي قائلا
انا يا ابو الفوارس اية يا راجل رحت و قلت عدولي!!
عماد طيب اتفضل انت
يا مراد دلوقتي!!
قالها فارس بتوتر ليجلس عماد قائلا
آية يا فارس مش قولتلك مستني منك تليفون مكلمتنيش ليه!!
نظر له فارس بغل قائلا
عايز اية يا عماد!
هكون عايز اية يعني يا فارس عايز نبدأ شغلنا بقي!!
صمت فارس بضيق و هو يجز علي أسنانه ليقول عماد
اوعي تكون رجعت في كلامك قولي صحيح اية اخبار الكتكوتة الصغيرة!
ټهديد واضح من هذا الحقېر بابنته رد فارس قائلا
عايزني اعمل اية يا عماد خلص!!
برافو عليك كدة احبك طبعا انتم عندكو
مشرحة في المستشفي و كل يوم چثة جديدة تدخل انا بقي عايز حاجات معينة من الچثث اللي هتدخل دي
نظر له باحتقار و كأنه يتحدث عن سلع تباع و ليس أعضاء انسان قال فارس
احنا اتفقنا اننا نشتغل مع بعض بس مش من المستشفي انا بس اللي هستحمل نتيجة اللي هيحصل ليلي مش لازم تتحمل نتيجة حاجة!!
و مين اللي قالك ان ليلي هيجرالها حاجة انت طول ما بتشتغل معانا انت في حمايتنا و البوليس لا يمكن يهوبلك
صمت فارس مفكرا في حديثه فهو لن يغامر بحياة ابنته و لا بحياة ليلي
و بعدين هتستلم مني الحاجات اللي انت عايزها دي ازاي
أول لما تجهز الحاجة هتبلغني و هبعتلك رجالة يستلموا منك و علي فكرة دي البداية بس بعد كدة الشغل هيكبر
كانت تستقل السيارة معه و هي تفكر في قصة ذاك الرجل الذي يدعي سمير
كيف لها أن تساعده و تخرجه مما هو فيه
آية اللي واخد عقلك!
قالها فهد بتساؤل عن شرودها لتقول هي بتفكير
تاجر أعضاء!!!
نظر لها ببلاهة و هو غير مدرك ما قالت و قال
نعم!!
ابتسمت علي اندهاشته و قالت بتوضيح
مريض عندي كان بيشتغل تاجر أعضاء!
ثقلت أنفاسه و هو يتذكر والده و عمله المشين و قال
بس اية اللي ډخله المستشفي يعني!
من تلات أسابيع جالنا في حاډثة عربية و الشرطة معرفتش تجيب اللي عملها محدش بيسأل عليه تقريبا خالص بس العجيب أن حساب المستشفي بيتدفع بانتظام من برة مصر و لما عملتله تحاليل شامله عشان اتطمن علي حالته عرفت ان عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي و نسبة علاجه ضعيفة جدا و لما هو عرف انهار و قعد يعيط و يقول ان دة عقاپ ربنا ليه و ان ولاده سيبينه من زمان عشان عرفوا بتجارته في الأعضاء و لما حب يتوب و يرجع عن العصابة اللي كان بيشتغل معاهم مراته باعته و فضلت مع العصابة و هما اللي دبروله الحاډثة عشان ينتقموا منه!!
والده! أمن المعقول يكون هذا والده لكن والده لم يتب والدته قالت انه عاد ليطمئن عليهم فقط كل هذا هراء!!
والده لن يعود عن ما يعمل به و لو بعد قرن!!
يلا احنا وصلنا
هبطا معا نحو مقر النيابة
احنا مستنيين اية يا فهد!
المحامي يا ليلي مش هندخل من غير محامي!!
طيب ما انا قولتلك اجيب محامي العيلة
لا مع احترامي للكل بس الموضوع دة محتاج محامي مش مظبوط يعني يعرف يطلع ثغرات في القضية بتاعة يوسف دي قضية مش سهلة لكن لو جيبنا محامي محترم هيرفض القضية اصلا فهمتي!!
احتل التعجب ملامحها ليبتسم قائلا
الغلط مبيتصلحش غير بغلط يا ليلي اكيد فهماني!!
فهماك يا فهد يا ريتها كانت سمعت كلامي و بعدت عن الطريق اللي كانت ماشية فيه دة!
مش هنقعد نعيط علي اللي فات لازم نصلح اللي حصل دة في أقرب وقت!!
هزت رأسها بالموافقة علي حديثه و لم يلبثا طويلا حتي وجدا رجل يبدو أنه في نهاية العقد الخامس
قصير القامة
اشعث الشعر ممتلئ البدن
معلش يا فهد بيه اتأخرت علي حضرتك الطريق كان
مش وقته يا عصام اعرفك الدكتورة ليلي اخت المجني عليها!!
اهلا بيكي يا قمر
قالها عصام و هو يتفحصها جيدا ليهتف فيه فهد بضيق قائلا
عصام!!
احم آسف يا فهد بية
اتجه عصام نحو العامل الجالس أمام باب المكتب و قال و هو يخرج بطاقة من جيب بنطاله
قول لوكيل النيابة أن محامي المتهم مروان العجاتي حضر
بالفعل دخل العامل و خرج قائلا
اتفضل مازن بيه
مستني حضرتك!!
دخلوا جميعا ليقول فهد بدهشة
مازن الرفاعي فينك يا ابني من زماان!
وقف مازن مندهشا فهد هو جاره وصديق طفولته و قد افترقا منذ أن انتقل فهد هو و شقيقته من المنزل الذي كانا يعيشها فيه مع والديها عندما علما بتجارة والديها بالأعضاء!!
نهض مازن متجها نحو فهد و بحرارة قائلا
وحشني يا ابن الاية وحشتني جدا و الله!!
انت وحشني أكتر يا مازن
قالها فهد ليلتفت مازن نحو ليلي و هو يعتقد أنها نور نظرا لأنهما توأم متشابه قال بابتسامة
ازيك يا مدام نور هو
حضرتك مرات فهد!
لا لا ثواني انت الموضوع مختلط عندك انا مش نور انا ليلي توأمها
قطب مازن حاجبيه بعدم فهم ليهمس له فهد قائلا
هفهمك بعدين!!
جلسا و بدأ عصام حديثه قائلا
طبعا يا باشا حضرتك عارف ان انا المحامي بتاع المتهم
اه طبعا
طيب احنا كنا جايين النهاردة عشان نتنازل عن قضية الاڠتصا المرفوعة ضده
جحظت عينا مازن و هو ينظر الي فهد باستغراب و قال
ازاي يعني حضرتك متأكدة يا مدام ليلي!!
هزت ليلي رأسها بتأكيد علي حديث عصام و قالت
اه متأكد يا مازن بيه احنا عايزين نتنازل عن قضية الاڠتثاب المرفوعة ضده!!
في غير قضية الاڠتثاب قضية تعزيب و خطڤ!!
قالها مازن بغيظ من تنازل ليلي عن حق شقيقتها بهذه السهولة ليرد عصام قائلا
و انا حاضر مع المتهم في القضية دي بس قبل ما نبدأ التحقيقات انا محتاج اقابل المتهم
تمام انا هطلعلكم إذن نيابة بالزيارة!!
و بالفعل قام بإصدار إذن نيابة لزيارة مروان و اتجهوا نحو السچن الذي يقطن فيه و قاموا بمقابلته
اشمئزت ليلي ما إن رأته فمظهره يفزع البشر لحية طويلة سواد تحت عينيه شهر مجعد!!
استغربت ليلي كيف كانت هنا قادرة علي التعامل معه و هو يشبه المجرمين هكذا!
تعالي يا مروان!!
قالها عصام و هو جالس علي المقعد ليتقدم منه مروان پخوف و هو يعتقد أن ليلي هي هنا فقال الضابط
طيب انا هسيبكم يا فهد بيه علي راحتكم!!
اومأ له فهد بالموافقة علي حديثه
عايز تخرج من اللي انت فيه دة يبقي تسمع الكلام اللي احنا هنقوله!!
قالها عصام بنبرة تحذيرية ليقول مروان بريبة
انتم عايزين اية!
نهضت ليلي من محلها متجهة نحوه حيث وقفت أمامه مباشرة و قالت
انا اخت هنا
توترت ملامحه و قال
انا عايز ارجع الزنزانة
تقدم ناحية الباب ليوقفه صوت فهد الهادر قائلا
أوقف ياض مكانك!!
ارتعد مروان محله
متابعة القراءة