الفصل السادس والعشرون من انا لها شمس بقلمي روز أمين حصري لمدونة أيام نيوز
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
متمردةعنيدة شرسة ومستفزة أنانية ولا تهتم سوى بحاله اشعارها المرفوع دائما فليذهب الجميع إلى الچحيم ما دمت أنا بخيرألقاب حصلت عليها ويعلم الله أني بريئة من جميعهاولو أنهم تأنوا وغاصوا بأعماقي لوجدوا فتاة صغيرة تحتضن حالها وتحتويها بساعديها الضعيفيننظراتها المړتعبة تجول هنا وهناك بهلع مترقبة للأخطار المحيطة بها دومابجوارها سيفا حادا صنعته من صبرها وسنته بسعيها لحماية قلبها الموضوع بين الضلوعمن تسول له نفسه بمجرد الإقتراب منه تبادر بهجومها الضاري بمنتهى الشراسة لتظهر روح المحاربة الكامنة بداخلهاهي لا تحمي حالها ولا تهتم من الأساسجل ما يعنيها هو قلبها البرئ وفقطذاك المتمثل بصغيرهايوسف هذا هو قلبها الساكن بالضلوع والمحاط بسياج حديدي صنعته بكامل قوتها لحمايته.
بقلميروز أمين
أتى الصباح واشرقت الشمس لتعلن عن ميلاد يوما جديدا بأمل جديد للجميع إلا من تلك الحزينة ذات الحظ السئ حيث فاقت باكرا بعينين ذابلة وجفون منتفخة بفضل بكائها الحاد ليلة أمس فهي من الأساس لم تغفو سوى ساعتين فقطأمسكت هاتفها وتحدثت إلى عزة وطلبت منها الصعود وبغضون دقائق معدودة كانت تقف أمامها لتسألها بفضول وإصرار بعدما رأت ملامح وجهها المنطفأةزمجرت الاخرى وأبت لكنها أضطرت لإخبارها تحت إصرار الأخرى القويلتهتف عاتبة بحدة بعدما استمعت لكامل ما حدث
غلطانة يا إيثاروأنا قولت لك قبل ما تتحركي إنك لازم تستأذنيه قبل ما رجلك تخطي برة القصرده جوزك يا بنتي وده حقه عليك وإنت بنت أصول
ومتزعليش مني اللي عملتيه معاه مفهوش ريحة الأصول
تنهيدة حارة خرجت من صدرها لتنطق بنبرة بائسة
عدى وقت الكلام ده يا عزة وأنا حقيقي تعبانة ومش هقدر أتحمل أي كلمة فيها لوم أو عتاب من أي حد
واسترسلت بنبرة خاڤتة وجسد هزيل وهي تتجه صوب الخزانة لتشير لها نحو الحقيبة
طلعي الشنطة يلا ولمي معايا الهدوم بسرعة خلينا نمشيوأنا هقوم يوسف وألبسه علشان نوصله للمدرسة في طريقنا
مش هتقولي له!...نطقتها عزة باستفهام لتنطق الأخرى نافية بحدة وشراسة ترجع لشعورها المرير بالإهانة الملازم لها منذ الأمس
ابتلعت غصة مريرة لتسترسل وهي ټدفن نظراتها بطيات الثياب التي تجمعها كي لا تلمح الأخرى عينيها التي اغرورقت بدموع الألم والشعور بالتدني
استعجلي خلينا نخرج من هناوكفاية إهانة لكرامتنا لحد كده
كان يقف أمام مرآة الزينة يعقد ربطة عنقه بملامح وجه مكفهرة نتيجة ما حدث بينه وبين تلك الجميلة انتهى من الربطة ليمسك بقنينة عطره ويقوم بنثر بعضا من الرذاذ فوق عنقه وذقنه وبعد أن انتهى أعاد القنينة لمكانها برتابة ليلقي بنظرة أخيرة على هيئته المنمقة واضعا أصابع يده تتخلل شعره الأسود الفحميتنهد بضيق وهو ينظر لملامحه العابسة ووجهه الذابل جراء ما حدث بينه وبين مالكة الفؤاد بالأمسبرغم غليان جسده مما فعلته تلك العنيدة من حماقة كبيرة إلا أنه تألم لأجلها ولام حاله كثيرا على غضبه المبالغ به وحديثه الحاد المهين لهاحجته الشرعية هي هلعه الذي أصابه عندما قص عليه الحارس ما حدث والذي لولا ستر الله عليهما لتعرضت لما لا يعلمه سوى الله وحدهزفر بعمق ليخرج من صدره ناره المشټعلة منذ الأمس ثم تحرك صوب الباب بعدما التقط حقيبة عمله توقف أمام باب غرفتها بعدما عقد النية على ألا يذهب إلى عمله قبل أن يقوم بتقديم الاعتذار لها كي لا يدعها للحزن يسيطر عليها ويدمي قلبها دق بابها فأتاه صوت عزة الاذن بالدخول فتح الباب لتجحظ عينيه وهو يراها تقف أمام صغيرها الواقف فوق الفراش تساعده بإلباسه كامل ثيابهليحول بصره سريعا نحو عزةحيث كانت تفرغ ما بداخل خزانة الثياب وتضعها بتلك الحقيبة الكبيرة الموضوعة فوق الفراش إبتلع لعابه وارتجف جسده حين استشف ما يحدث ليتساءل بصوت خرج حادا رغما عنه
زي ما أنت شايفبنلم هدومنا وماشيين...نطقت كلماتها باقتضاب وهي تتابع مساعدة صغيرها على استكمال ارتدائه لملابسه دون عناء النظر إلي وجهه ليسألها من جديد بصوت جاد
يعني إيه ماشيين دي!
انتهت من إلباس الصغير الذي نظر إلى فؤاد وغمره بابتسامة جعلت من قلبه يسعد رغم ما يشعر به من ارتياب لتحول بصرها عليه وتجاوبه بعدما ثبتت عينيه بخاصته بقوة وكبرياء يرجع لإحتفاظها بكرامتها
راجعين شقتناأظن كفاية لحد كدة إحنا تقلنا عليكم زيادة عن اللزوم وكان لازم نمشي قبل كدة بكتير
زفر بقوة ثم حول بصره لتلك التي تباشر وضع الملابس داخل الحقيبة بملامح وجه حزينة ليتحدث إليها بتودد
خدي يوسف وانزلي بيه تحت يا عزة علشان عاوز أتكلم مع المدام لوحدنا
كادت أن تتحرك لولا صوت إيثار التي هتفت بحدة وهي ترمقها بشراسة
خليكي مكانك وكملي اللي بتعمليه يا عزة
ثم حولت بصرها إليه لتستطرد بنبرة جافة
مفيش كلام ممكن يتقال تاني بعد اللي اتقال إمبارح يا سيادة المستشار
زفر بهدوء محاولا كظم غيظه من تلك العنيدة التي ستصيبه بجلطة لا محالفقد فعلت معه ما لم يتجرأ بشړا على الإطلاق فعله ومع ذلك يتمنى نول الرضا منها ولتتدلل كيفما تشاء فدلالها كالعسل المصفى بالنسبة له وهواها أشبه بالترياق للعليلأشعلت غضبه بحديثها الحاد ليهتف بحدة وهو ينظر لتلك التي تابعت ما تفعل وكأن حديثه والعدم سواء
هو أنا مش قولت لك تاخدي الولد وتنزلي!
ليسترسل بعينين تطلق سهاما ڼارية تنذر بنشوب حرب شرسة
الكلام مبيتسمعش ليه
اړتعب داخل عزة من نظراته الڼارية لتسرع إلى إيثار تبسط زراعيها لحمل الصغير عن تلك التي رفضت في البداية لتسلمها إياه لتتراجع مستسلمة بعدما رأت زمجرت ذاك الغاضب مع رمقه لها بنظرات تحذيرية أرعبت داخلهاهرولت عزة بالصغير للخارج لتغلق الباب خلفهاتحرك صوبها بعد خروج عزة ليقف مقابلا لها واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله ليسألها بنظرات عاتبة وصوت حبيب لائم خرج بنبرة خاڤتة برغم اشتعال روحه
ينفع اللي بتعمليه ده!
واسترسل بعيني تشع حنانا وبنبرة هادئة أشبه بإعتذار
هو أنا علشان اتنرفزت عليك شوية تقومي تلمي هدومك وعاوزة تسيبي بيتك!
أجابته بنبرة منكسرة ونظرات عيناي أظهرت كم ألمها
بيتي!بس ده مش بيتي يا سيادة المستشار أنا عارفة حدودي في البيت ده كويس قويأنا هنا ضيفة مجرد ضيفة وضيفة تقيلة كمان
تعمقت بمقلتيه لتسترسل تأكيدا على حديثه المهين ليلة أمس
وعلشان عرفت حدودي وقيمة نفسي قررت أرجع شقتي وأصون كرامتي أنا وإبني
وهي كرامتك مش متصانة هنا يا إيثار!... سؤالا وجهه لها بعينين معتذرتين لتهتف بعدما اغرورقت عينيها بدموع الألم الممتزجة بالخجل والإنكسار
أنا عمري ما حسيت بالإهانة زي ما حسيتها في كلامك ليا إمبارح
تنهد بثقل لرؤيته لغيمة دموعها اقترب منها ممسكا بكف يدها ليهتز جسديهما معا لذاك الشعور الذي أصاب كليهما وأربكهما ليتحدث هو متحاملا على حاله
متخليش موقف عابر يأثر عليك ويخليك تاخدي قرار غلط في وقت غضبك
واستطرد موضحا سبب ثورته عليها بالامس
أنا ما اتنرفزتش غير لما عرفت إنك