رواية قلوب حائرة الجزء الثاني كامل بقلمي روز أمين
المحتويات
قالها لي كارم من خمس سنين وكانت علي العيد وليالي الله يرحمها كانت لسة عايشةوساعتها العيد إنضرب ونمت مع ولادي بعد ما قر فيها إبن القرارة
إنتهي من سرد كلماته وأصاب كلاهما نوبات ضحك هيستيرية لفتت أنظار الجميع لكلاهما
إقتربت مليكة منهما وتحدثت مستفسرة بعيناي متعجبة
نفسي أعرف إيه سر الكيميا اللي ما بينكم واللي بتخلي صوت ضحككم جايب أخر الدنيا طول ما انتوا واقفين مع بعض
قول لها سر الكيميا يا سيادة اللوا وبالمرة كمان قول لها علي السبب اللي كنا بنضحك علشانه
إبتسم لوالده فانسحب عز تاركا لهما المجالنظرت عليه بجدية وسألته في فضول حقيقي
مش هتقول لي علي السبب اللي كان بيضحكك زي ما عمو وصاكضيقت عيناها باستغراب وسألته مستعلمة
عقب علي حديثها بنبرة صوت هادئة كي يحثها علي الهدوء والاسترخاء
إهدي يا حبيبي محدش واخد بالهوبعدين أنا بعيد جدا عنك وواخد بالي من تصرفاتيإنت بس اللي حاسة إن الكل مركز معانا
إقتربت عليهما شيرين حيث تحدثت بمشاكسة لذاك الثنائي
سايبين إنتوا المعازيم والفرح وعايشين في عالم موازي لوحدكم
مبروك يا حبيبيعقبال ما تفرح ب مسك وتسلمها لعريسها بإيدك وتطمن عليها
سحبها من كفها ليحثها علي الإقتراب منه ثم احتواها بذراعه وأدخلها داخل حضنه لتقابل مليكة وتحدث بحنو
الله يبارك فيك يا حبيبتي وعقبال أولادك
إبتسمت وأمنت علي حديثه هي ومليكة
مال علي أذنها هامسا بحب
ممكن قمر حياتي يسمح لي بالرقصة دي
أصغت إلي طلبه بدقات قلب من ما استمعت إليه من مالك قلبها وروحها وبعيناي تشع سعادة أجابته بمداعبة
في واحدة عاقلة يطلبها عمر المغربي للرقص وترفض!
طبعا موافقة ياقلبي
مد كف يده والتقط كفها الصغير واحتواه بحنو وبرغم مرور وقت علي زواجهما منذ ما يقارب علي الثلاثة أعوامإلا أنهما بمجرد ما إن تلامست الأيادي شعر بدقات قلبه تتراقص من أثر اللمسة المولعة من تلك الساحرة الصغيرة التي اقټحمت كيانه
وأسند جبهته بخاصتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا باعتراف محب لحبيبه
بانصات نظرت بعيناه تنتظر بلهفة تكملة حديثه فاسترسل الآخر باعتراف ممېت لرجل مثله
أنا كنت فاكر إني أخدت نصيبي الحلو من قصتي اللي قبلكولما طلع كله مجرد وهم وطلعت عايش جوة كڈبة كبيرةإنهرت وکرهت نفسي ولعنت غبائيقفلت باب قلبي وأخدت عهد علي نفسي إني عمري ما هسلمه لأي ست مهما قدمت لي من مغريات
تنهدت لأجله ثم استطرد بنبرة متيم
وحتي لما شفتك وبدأت مشاعر تتولد جوايا من جديد خوفتخوفت أضعف وفي كل مرة كنت بشوفك فيها قدامي كنت بهرب وأتجاهل وجودك وأعمل نفسي مش شايفك
واسترسل بعيناي تفيض عشقا
بس في كل مرة كنت بحاول أمثل فيها الجمود قدامك قلبي كان بيتمرد عليا وڠصب عني ألاقيني سارح في لون عيونك وجمال سحرهم لحد ماملكتي ده قال كلماته الأخيرة وهو يشير إلي موضع قلبه بعيون تلمع تأثرا بالغرام
كانت تستمع إلي كلماته بدقات قلب يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة حبورهاثم أردفت بنبرة صوت متحشرجة تأثرا بكلماته التي بعثرت كيانها بالكامل
وأنا عمري ماكنت أتخيل إني أحب وأعشق وأدوب في غرامك بالسرعة دي!
وتابعت كلماتها باعتراف مماثل مرددة بإبانة
حياتي قبلك كانت عبارة عن دراستي وشغلي وبسعمري ماصادفت الحب في حياتي قبل كدة ولا جربتهلأني ما كنتش بسمح لأي حد يقرب مني ودايما كنت حاطة حدود بيني وبين الناس وكنت بصد أي حد يحاول يقرب مني
واسترسلت بعيناي حنون
بس معاك الوضع إختلف تماماأول ما شفتك إتشديت لك رغم معاملتك الحادة والجافة معايا في الأولوسبحان اللهمعاملتك الجافة وصدك ليا بدل ماكان يجبرني إني أنفر منك وأبعد لاقتني بتسحب
واتشد ليك كل يوم أكثر من
اليوم اللي قبلهعقلي كان بيحذرني بس قلبي ما كانش بيسمع له وكأن نداهة الحب ندهته وحصل اللي حصل
تنهد وبعيناي راجية أومأ لها بأهدابه وتحدث بتساؤل
مش ندمانة يا تارا إنك اتجوزتي واحد ماكنتيش الست الأولي في حياته وكمان عنده بنت
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأجابته بحب صادق
عارف إمتي كنت هندم بجد يا عمر
نظر لها بترقب شديد فاسترسلت بصوت هائم في سماء الحب
لو ما كنتش مشيت ورا صوت قلبي وكنت وقتها خسړت الحب الحقيقي
كنت هخسر حبك ياعمر
شدد من إحتضانها وود لو يسحق عظامها ليخبأها داخله خشية فراقها بعد أن عثر معها علي الراحة والأمن والأمان الذي فقدهما علي يد تلك الخائڼةوذاق طعم الحب الخالص والحنان داخل ا الدافئة والأمنة وهذا ما كان يبحث عنه ويحتاجه
فأخيرا وجد ضالته بعد أن أصابه الحزن واضطربت مشاعره وحياته انقلبت رأسا علي عقب بفضل تلك المچرمةلكنه وبالأخير عثر علي حاله وعاد إلي عالمه بفضل تلك التي تسكن والتي أنسته مر التجربة فعشقها پجنون وأصبحت أمانه ومأمنهسكنه وسكينته
دقق النظر داخل عيناها ونطق بانسجام
مع تلك الهالة التي تسحبهم لعالم العشق
إوعديني إنك تفضلي جمبي وتبقي لحضني الدفا ولقلبي المرسي ولعمري سنينه الحلوة اللي جاية
ماكان عليها إلا أنها لفت ساعديها وحاوطت بهما عنقه بتملك شديد واقتربت من أذنيه وهمست برقة أذابته
أوعدك من كل قلبي إنك هتفضل ساكنه لحد آخر نفس في عمري
ثم همست بجانب أذنيه بما أثاره وجعله متيم بعشقها
بحبك يا عمر
بعثرت كيانه بكلمتها وتحدث بوله وهو ينظر بعيناها بهيام
علي فكرةلا ده الوقت ولا المكان المناسب اللي تقولي لي فيه كلمة بحبك بالطعامة دي كلهاوخلي بالك إنت كدة هتخليني أعمل حاجات مش هتعجبك أبدا ولا هتتناسب مع طبيعتك المتدينة
زي إيه بقي الحاجات ديممكن تقولي نطقتها بمشاكسة أشعلت قلبهفأجابها مرددا
وتابع بغمزة من عيناه
وبصراحة بقي إنت خطېرة النهاردة وجمالك فتني ولو عملتها ما حدش هيقدر يلومنيوما علي العاشق ملامةمش بردوا بيقولوا كدة
طيب ياتاراإتحملي بقي اللي هيجري لكوزي ما ياسين أخويا دايما بيقولإللي حضر العفريت يصرفه
واسترسل
كفايه عليكي في الفرح لحد كدة
اتسعت مقلتيها باندهاش لأفعاله المفاجأة وتسمرت مكانها وهي تترجاه بعيناي متوسلة
إعقل وبطل جنانك ده يا عمر وخلاص والله هبطل أنكشكبس خلينا نكمل الفرح وما تبقاش رخم
مش هيحصلحتي لو قعدتي تترجيني من هنا لبكرةوياريت تخليكي قد أفعالك يا باشمهندسة جملة اعتراضية تشبث بها ذلك العمر في مشاكسة منه لتلك الجميلة
سحبت كف يداها بسرعة من يده وأسرعت هاربة من أمامه بطريقة جعلته يبتسم علي سذاجتها وبرائتها حيث أنها إعتقدت أنه بالفعل كان سينسحب معها تاركا خلفه حفل زفاف إبنة شقيقه الغالي
كانت تتحرك إلي أن وصلت إلي طاولة منال وجلست بجانبها وحملت صغيرها واضعة إياه علي ساقيها وبدأت بدلاله ونثر قبلاتها الحنون علي وجنتيهإبتسم متوعدا لها بعقابها بجولة عشقية شرسةوبعيناي عاشقة حدث حاله بصوت مسموع لأذناه
أوك يا تاراإنت إللي بدأتي وعمر المغربي مابيسبش حقه أبداقابلي بقي ياقلبي اللي هيجري لك الليلة
علي طاولة جانبية بعيدة عن الزحامتجلس راقية منفردة بفخدة الديك الرومي تغرد بها بعالمها الممتع بعد أن جعلت المشرف علي الطعام يقتطعه ويضعه لها قبل الإعلان عن فتح مأدبة الطعام للحضور كما هو المتعارف عليه بجميع حفلات الزفافوذلك بعد إلحاح منها وإصراركانت تمسك بيدها الفخدة وتلتهم لحمها بشراسة وكأن بينهما ثأرا وحان وقت القصاص الآن
باشمئزاز وعدم رضي تتطلع عليها تلك التي تقابلها بالجلوس وهي تتلفت حولها بخجل من الحضورزفرت بضيق من تصرفات والدة زوجها الغير لائقة باسم عائلة عريقة ك أل المغربي حولت بصرها لذاك المجاور لها والمنشغل بمراقبة من بالحفل من الحضور متغاضيا عن تصرفات والدته الھمجيةتحدثت بامتعاض وضجر
ما تقوم يا وليد نرقص بدل ما أحنا قاعدين زي عواجيز الفرح كدة
بعيناي متسعة نظر عليها وتحدث متهكما
أهو ده اللي ناقص كمان يا ست هالةعاوزة ترقصيني وأقف أتنطط زي الأراجوز قدام المعازيم!
هتفت باعتراض
وهما ولاد عمك اللي بيرقصوا دول أراجوزات
واسترسلت بتذمر وملامح وجة كاشرة
أنا عارفة ليه مطلعتش رومانسي وحنين زيهم
أردف قائلا بنبرة حادة
إحمدي ربنا إني مش زيهم يا هانم وإلا كانت تبقي مصېبة
بغرابة هتفت
مصېبة
بضجر وملامح وجه حادة أجابها متهكما
أه يا اختي مصيبةوالمفروض تحمدي ربنا علي النعمة اللي في إيدك
واستطرد بإبانة
علي الأقل إتجوزتي واحد مخلص مش نسونجي زيهمالبشوات اللي عاجباكي رومانسيتهم قوي دي أقل واحد فيهم مرافق له بالقليل كدة عشرة خمستاشر واحدة علي مراته
عقبت ساخرة
وإنت بقي يا سي وليد كنت شفتهم وهما مرافقين علي مراتاتهم
إعتدل بجسده ليجيبها شارحا
بيبان يا أذكي إخواتكدي قاعدة معروفة عندنا كرجالة يا بتالراجل من دول طالما دلع وهنن وجاب هدايا ورقص يبقي أكيد حاسس بالذنب وبيداري علي بلوة من بلاويه
واسترسل بعيناي حاسدة ورثها عن والدته
وبعدين الفلوس المتلتلة اللي عندهم دي هيودوها
فين لو مش هيصرفوها علي النسوان
إمتعضت ملامحها وهي ترمقه باشمئزاز وتحدثت ساخرة
لا والله!
واسترسلت متهكمة وهي تشير له بكفها باتجاه مأدبة الطعام
طب قوم هات فاخدة المسكين التانية وتعالي قابل أمك بدل ما هي قاعدة تحارب لوحدها كدة
قالت كلماتها وهبت واقفة بعد أن قررت أن تنضم إلي طاولة ثريا وسهير وابتسام تاركة خلفها ذاك البارد عديم المشاعر
تابع انسحابها فتحدث هاتفا
رايحة فين يا هالةخلاص يا بت تعالي أرقصك
لم تعير لحديثه إهتمام واكملت طريقها فزفر هو ثم حول بصره إلي والدته التي تأكل بنهم وتحدث باستياء
ما خلاص يا أمادي الفخدة لو أسيرة عند الصهاينة مش هيعاملوها معاملتك دي
أجابته وهي تتناول اللحم بتلذذ واستمتاع
سيبك من الهري ده كله وأسمع كلام الموكوسة مراتك وقوم هات الفخدة التانية وتعالي كلهيفوتك كتير لو ما دوقتهاش يا ولا
بملامح وجه مكفهرة أجابها
تصدقي بالله يا راقيةإنت قفلتيني من الأكل شهر لقداموالبوفيه ده ما هقرب له ولا هدوق منه حتي كاس الماية
نطقها واسترسل وهو يستعد للوقوف
أما أقوم أرقص الهبلة دي كمان بدل ما تنكد عليا فيها إسبوع بحاله واجيب لنفسي صداع
روح يا موكوس روح نطقتها متهكمة وتابعت ما تفعلتحرك وليد إلي زوجته واصطحبها بملاطفة إلي أن وصلا للاستيدح وبدأ يراقصها تحت سعادتها البالغة
أعلن منظم الحفل عن فقرة تقطيع قالب الحلوي الخاص بالعروسان
تحرك كارم بجانب عروسه السعيد ووقفا أمام كعكة الزفاف الضخموأمسك السکين المخصص للتقطيع وقاما بالتقطيع معا تحت تصفيق الجميع لهما وتمنياتهم بالسعادة والتوفيقأمسك الشوكة وغرسها بقطعة من كعكة الشيكولاتة وقربها بفم كلاهما
متابعة القراءة