رواية انا لها شمس بقلمي روز أمين من الفصل الأول للعشرون حصري بمدونة أيام نيوز

موقع أيام نيوز

لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق 
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم 
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام 
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب 
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء 
أخبار يوسف إيه يا إيثار 
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة 
بخير يا أفندم الحمدلله 
سألها باهتمام 
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك 
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة 
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة 
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة 
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته 
أزيك يا استاذة إيثار 
بهدوء أجابت 
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح 
تحدث بنبرة حماسية 
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة 
بابتسامة خاڤتة تحدثت 
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه 
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي 
ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة
جادة 
بسرعة روح للباشا زمانه جهز 
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي
جحظت عينيها بعدما لاحظت أحد المهاجمين وهو يضغط على زيناد سلاحھ الڼاري لتنطلق إحدى الرصاصات من فوهة السلاح بسرعة فائقة وتستقر بموضع قلب ذاك الذي وقف امام سيده ليتلقى الړصاصة بدلا عنه وكأنه جندي يدافع عن وطنه بكل بسالة إهتز بدنها بالكامل لتفتح فاهها بذهول بعدما رأت ذاك الخلوق ملقى على الأرض غارقا وسط بركة من دمائه البريئة التي سالت بدون ذنبلتصرخ بكامل صوتها ناطقتا باسمه وهي تنطلق إلى موضع رقوده 
كرررررريم
هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات لاعتداءات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة
رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك
تأملت أن
يطمئنها ولو بكلمة بسيطة
تم نسخ الرابط