وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
الفراش يضمد جرحها وهي مازالت تائهة لا تدري ولا يصدر منها سوي أنين ناتج عن ألم شديد.. ثم انتهى وأغلق الصندوق ووضعه جانبا واقترب منها يجلسها قليلا ويضع في فمها أحد الأقراص المسكينة ثم يحمل كوب الماء وهو يحثها على الشرب قائلا اشربي والحباية دي هتسكن الألم شوية
ارتشفت القليل وهي لم تدري ثم قالت بردانة
فأعادها تستلقي كما كانت وفتح الخزانة يجذب أحد الأغطية الثقيلة ثم يفردها فوقها ويغلق الضوء ويخرج من الغرفة وهو في حالة تخبط واضطراب من نفسه.
تبدل حالها منذ ذلك اليوم الذي كانت تنتظر فيه عودته ليصطحب أولاده إلى العشاء كما وعدهما ولكنها لم تعلم أن كل ذلك سيحدث بعد أن تفاجأت بزيارة والدته وصديقتها التي كانت ترافقها يوم زفاف سدرة وآسر وتعمدت يومها والدته أن تقلل منها أمام تلك العجوز الذي تجلس معها مازالت تتذكر نظراتها يوم أن فتحت الباب ووجدتها ورغم التوتر والرهبة التي تتملكها في وجود تلك السيدة ولكنها تصنعت الإبتسامة وقالت مرحبة بها أهلا وسهلا يامدام يسرا اتفضلي
وبعد أن دلفت إلى المنزل بحثت بعينيها في المكان وسألتها بحدة روحي اندهي ياسر والولاد بسرعة
ابتلعت ريقها بتوتر من حدتها وردت عليها الدكتور ياسر في شغلهوالولاد ثواني وأجيبهم لحضرتك بس اتفضلي حضرتك
وجهت سعاد الكلام لصديقتها يسرا تقول أنتي مش قولتي يايسرا إنه راحة النهاردة
ابتسمت لها يسرا وقالت أنتي عارفة ياسعاد طبيعة شغله ودايما عنده طوارئ
ثم تركتهم غصون وذهبت تنادي الأولاد فتبعتها سعاد بعينيها وقالت بمكر بقى انتي يايسرا مستغربة ياسر ليه مش راضي يتجوز هيتجوز إزاي وبنت زي
دي عايشة معاه زمانها مجنناه ومش مخلياه يفكر في حاجة غيرها
تعجبت يسرا وقالت لا ياسعاد ياسر عمره مايبص لواحده زي دي دي طلعت ولا نزلت شغالة وهو متمسك بها عشان خاطر الولاد بس إنما مش الدكتور ياسر ابني اللي يفكر كده
نظرت لها سعاد بخيبة وقالت متستبعديش حاجة ياسعاد دي بت مسهوكة ومتمسكنة وهما دول اللي بيطلع منهم العجب ماشوفتيش فاروق جوز جيهان واللي عمله طلع متجوز عليها الشغالة بقاله سنتين وهي كانت نايمة على ودانها
ردت عليها يسرا بريبة وقالت خوفتيني على ابني طب والحل إيه وابني مش مستغني عنها عشان عياله
لم تعلم غصون كيف صمدت وصبرت دون أن تصرخ حتى انتهى ذلك الحوار المقيت بينهما فهي مجرد أن ذهبت من أمامهما لم تنتظرا مغادرتها وبدأتا في الحديث لذا تملكها الفضول ووقفت جانبا حتى تنتهي كل منهما من تلك الكلمات المسمۏمة التي أشعرتها أنها لا قيمة لها وأن كرامة الإنسان بعائلته كما ترى أما هي فقد كانت وستظل بلا عائلة مدى الحياة.
مشت بخطوات ثقيلة وعادت بالولدين لجدتهما وتركتها ترحب بهما وقالت بخفوت تحبوا تشربوا حاجة
أومأت رأسها وذهبت للمطبخ تعد لهم المشروبان ولكن خنقتها الدموع لشعورها بالدونية أمامهما فماذا فعلت لتستحق ذلك وتعجبت كيف لإمرأة مثل تلك أن تنجب فخرا كياسر وعظيمة كياسمين وملاكا كآسر.
ظلت دقائق حتى تنتهي من حالة الرثاء التي تنعي فيها نفسها وتستعيد هدوءها وتعود لهما ولكنها انتفضت فجأة عندما سمعت صوته خلفها يسألها بټعيطي ليه ياغصون
فزعت والتفتت له تضع يدها على صدرها وهي تقول بتعجب دكتور ياسر!!!... أنت هنا من إمتى
نظر لها بهدوء وقال جيت وسألت عليكي ماما قالت ف المطبخ جيت اقولك جهزي عشا عشان ماما وضيفتها بس ندهت محستيش بيا قربت لقيتك بټعيطي
رفعت يدها تلقائيا تمسح دموعها وتقول لا أبدا أنا معيطتش
سألها بنبرة حانية ماما زعلتك بحاجة
أسرعت تهز رأسها نافية وتقول لا أبدا.. مزعلتنيش ف حاجة
هز رأسه بعد اقتناع وقال طب ممكن تجهزي عشا عشان كده باظت الخروجة مع الولاد
هزت رأسها بهدوء وقالت تحت أمرك.. دقايق ويكون جاهز
وبالفعل نفذت يسرا وصية صديقتها وأخبرت ياسر أنها تريد أن تمكث معه في المنزل بضعة أيام لأنها ملت الوحدة في غياب يمني بسبب بقائها في المستشفى مع يوسف وقد رحب ياسر بذلك ولكنه أصر ألا تغادر غصون كل مساء فأمه في المنزل ولا داعي لقلقها لا يعلم أنها كانت سبب ألمها وضيقها فهي كانت لاتمل من توبيخها وذمها في كل ماتفعله غصون ومع ذلك طوال النهار أثناء غياب ياسر كانت تكلفها بمهام شاقة مع مراعاة الأولاد أصبحت لا تتحمل وذات ظهيرة يوم وبينما ياسر في عمله ولن يعود سوى مساء اليوم كانت ترتاح يسرا في الغرفة التي خصصت لها في المنزل ونادت على غصون وقالت لها خلصتي الغدا
ردت غصون كل حاجة جاهزة