اسير عينيها بقلم دينا جمال
المحتويات
الفصل الاول
اطلت بزرقتيها من خلال نافذة الطائرة الصغيرة المغلقة تتطلع الي الغيمات القطنية الكبيرة ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها عندما تذكرت كم كانت تود الصعود إلى السماء وهي صغيرة حتي تعانق الغيمات
عادت برأسها تستند علي ظهر مقعدها تغمض عينيها بهدوء وعلي ثغرها تلك الابتسامة الصغيرة الدافئة
كانت تلك الصغيرة ذات السبعة أعوام تجلس على الأرضية العشبية تتطلع الي السماء الصافية بانبهار عندما سمعت ذلك الصوت يهتف وهو يجلس بجانبها
بتبصي علي السما كدة ليه يا لوليتا
نظرت له الصغيرة بابتسامة واسعة نفسي اطلع السما واحضن السحاب
ضحك بقوة علي برائتها وعايزة تحضني السحاب ليه بقي يا ست لوليتا
طب يا ستي ايه رأيك اجيب لك دبدوب كبير اوي تحضنيه وانتي نايمة بليل
هزت رأسها نفيا سريعا فاكمل هو لاء ليه
ردت بابتسامة واسعة عشان أنا بليل بنام في حضنك وانت احلي من الدبدوب
فاقت من شرودها علي تلك اليد تربت علي كتفها بهدوء فتحت عينيها تنظر للفاعل فوجدت احدي المضيفات تنظر لها وعلي شفتيها ابتسامة صغيرة
هزت لينا رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة
فاكملت المضيفة بعملية يا ريت حضرتك تربطي حزام الأمان عشان خلاص الطيارة علي وشك الهبوط
هزت رأسها إيجابا باقتضاب وامسكت طرفي الحزام الجلدي لتحكمه حولها في الكرسي
لتتذكر صوته وهو يقول يا لوليتا هفضل اعملك لحد امتي تربطي الحزام امسكي دا ودخلي فيه الجزء دا شوفتي يا ستي سهلة ازاي
سما سمسم يا سوسو قومي يا حبيبتي كفاية نوم هتتأخري علي المدرسة
رحاب لاء يا سما يلا قومي هتتأخري علي المدرسة
نهضت الصغيرة وهي تتم بضيق من استيقاظها مبكرا للمدرسة بعد تلك العطلة الصيفية الطويلة
هزت والدتها رأسها بيأس ثم اتجهت ناحية دولابها الصغير تخرج رداءها المدرسي
بعد قليل خرجت الصغيرة من غرفتها تركض ناحية جدها الجالس بجوار الشرفة يحتسي الشاي
سيد ضاحكا حبيبة جدو ها جاهزة للمدرسة
هزت سما رأسها إيجابا بحزن بادئ علي قسمات وجهها البرئ
سيد مالك يا حبيبتي زعلانة ليه
سما بحزن كل البنات باباهم بيوديهم أول يوم المدرسة وأنا بروح لوحدي هو بابا هيرجع امتي يا جدو
ادمعت عيني سيد حزنا علي حفيدته الصغيرة كاد أن يتكلم ولكن قاطعته خروج رحاب من المطبخ تحمل حقيبة صغيرة بها بعض السندويشات للصغيرة
رحاب بعتاب وبعدين يا سما مش قولنا بابا مسافر عشان عنده شغل كتير
سما بحزن بس هو وحشني أوي أنا عمري ما شوفته نفسي اشوفه مرة واحدة نفسي يوديني المدرسة زي اصحابي بيفضلوا يضايقوني ويقولولي أن هما عندهم بابا وأنا لاء
دنت رحاب الي مستواها ووضعت حقيبة السندويشات الصغيرة داخل حقيبتها المدرسية
رحاب خلاص يا ستي ما تزعليش لما بابا يتصل هخليه يجي عشان تشوفيه
تهلل وجه الصغيرة بسعادة بجد يا ماما
رحاب مبتسمة بجد يا حبيبتي يلا بقي عشان ما تتأخريش علي المدرسة
أسرعت الصغيرة ناحية الباب لتذهب لتلك المدرسة القريبة من البيت عندما استوقفها صوت جدها
سيد استني يا سما فين بوسة جدو
عادت له الصغيرة سريعا وقلبته علي وجنته ثم ذهبت إلى مدرستها
سيد هتفضلي مخبية علي البنت لحد امتي يا رحاب
رحاب بضيق ما اعرفش يا بابا ما اعرفش
سيد بحدة حرام عليكي يا شيخة ما بيصعبش عليكي بنتك نفسها يبقي عندها أب زي باقي البنات
رحاب غاضبة لاء ما بيصعبش كفاية أوي الي ابوها عملوا فيا
سيد غاضبا انتي الي غلطانة يا رحاب أنا عارف وانتي عارفة البلوة السودا الي عملتيها احمدي ربنا انه ما قتلكيش
رحاب غاضبة اووووووف بقي يا بابا مش هنخلص من السيرة دي ابدا دي بنتي أنا وأنا الوحيدة الي تقرر تعمل معاها ايه
ثم تركته وذهبت الي المطبخ غاضبة
تنهد سيد بيأس ربنا يهديكي يا رحاب
كان جالسا على مكتبه بشموخه المعتاد يطالع
متابعة القراءة