وبها متيم أنا بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


من الرسغ حتى المرفق بمشهد استغربت له شهد ولكن تجاهلت لتنتبه على وجه شقيقتها وهي تناظرها بنظرة تفهما شهد جيدا في إلقاء الذنب عليها تغاضت لتسألها بتثاقل
عاملة إيه يا أمنية
أشاحت الاخيرة بوجهها عنه دون رد فتدخلت نرجس والدتها لتقول بنواح
اسكتي يا شهد دا انا ركبي مش قادرة اتلم عليها لحد دلوقتي من ساعة ما شوفتها  ربنا ما يكتبها على حد يا ربي ربنا ما يكتبها على حد أهييءء.

انطلقت في بكاءها دون توقف حتى دخل الطبيب المناوب
إيه الأخبار عاملين إيه
اتجهت إليه شهد
على الفور لتسأله
طمني يا دكتور هي حالتها صعبة ولا نقلتولها ډم
ضحك الطبيب وهو يتجه ليفحص شقيقتها قائلا
ننقلها ډم ليه بس يا أنسة مش لدرجادي يعني ثم أن العفريتة اختك. 
توقف فجأة ليتناولها يدها ويشير بسبابته على الجزء الفاصل من رسغها حتى مرفقها 
قهقه وهي تنزع ي دها منه بحرج اصاب نرجس أيضا فتوقفت عن البكاء خرج الطبيب لتنقل شهد بأنظارها نحو الاثنتين أمنية التي كانت تكابر حتى لا تشعرها بضعف موقفها ونرجس التي اطرقت رأسها بخزي بعد أن تسببت بڤضيحة لهن في الحارة بصړاخها الملتاع بغباء.
لم تقوى شهد على التحمل أكثر من ذلك وخرجت على الفور تصفق الباب خلفها پغضب وقلة حيلة ولكنها وبمجرد خروجها وجدت هذا المدعو إبراهيم يهتف بوجهها وأمام الجميع من جيرانها
ها يا ست شهد اطمنتي بقى على اختك واللي كانت ھتموت نفسها النهاردة بسبب عندك وجبروتك معانا.
دارت عينيها بوجه مخطۏف على وجوه الجيران من نساء تعلمهم وتعلم حديثهن والتعليقات المتوقعة في هذه المواقف ورجال كانو يجلسون مع والدها قبل ذلك ثم هذه النظرة الغريبة في عينيهم نحوها رؤى التي جلست تخبئ وجهها عن الجميع والدة إبراهيم التي اقتربت تجذبه من كم قميصه تدعي محاولة إثناءه وهو يتابع
أشهدوا يا ناس بنت خالتي وانا رايدها في حلال ربنا وهي كمان رايداني لكن اختها دي قلبها حجر وهي السبب في اللي حصل لأمنية وكانت ھتموت بسببها .
سمعت شهد ولم ترد ببنت شفاه طاقتها نفذت وقدرتها على التحمل والصبر نفذت هي الأخرى المقاومة والمواجهة هي درب من الخيال الان بالنسبة إليها.
ف تحركت أقدامها لتغادر وتترك له الساحة يمرح بها ويفعل ويقول ما يشاء 
تجر أقدامها جرا وهي تقطع طرقات المشفى نحو الخروج لا تعي ولا تدري ما يحدث وما قد يفسره الناس عنها  تريد مساحة خالية لتصرخ بها أو تبكي أو تفعل أي شيء ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
ابتعلت ريقها فجأة وتوسعت عينيها فور أن انتبهت 
بهذا المهندس المدعو حسن والذي جاء خلفها مع عبد الرحيم مساعدها
إيه الأخبار
اومأت له برأسها متمتمة
حمد لله بخير والحمد لله.
تدخل عبد الرحيم
بخير ازاي يعني هي اڼتحرت ولا منتحرتش
رمقته بنظرة محذرة قبل أن تجيبه
دا مجرد چرح بسيط والدكتور طمني بدليل إني ماشية ومروحة اهو كمان .
بجد يا ست شهد
قال الاخيرة بإلحاح استفزها لتفرد ذراعها أمامه للجهة خلفها قائلة
روح وشوف بنفسك يا عبد الرحيم عشان تتأكد.
سمع منها وذهب على الفور ف حولت شهد لحسن تخاطبه
وانت يا بشمهندس هتروح ولا هتشوف بنفسك انت كمان
تبسم لأول مرة بوجهها فقال ممازحا
وانا هشوف ولا اتأكد على إيه هو انا اعرف اختك احنا جينا نطمن عليها عشان خاطرك وادينا اطمنا يبقى خلاص كدة بقى.
قالها واستدار ليجاورها في السير فقالت شهد بامتنان لفعلته
متشكرة اوي نردهالك في الفرح ان شاءالله مش أي في حاجة وحشة. 
نبرتها المستكينة صوتها الضعيف وجهها المخطۏف والمتعب نظرتها التي تركزت للأمام بدون انتباه وقد ذهبت عنها القوة التي تدعيها دوما كلها كانت دلالات مقلقة عنها وعندما خرجا من المشفى وذهبت إلى سيارتها التي كانت اقرب من سيارته وجدها تسند برأسها على عجلة القيادة بتعب واضح ترك سيارته وعاد إليها ليسأل ويطمئن فدنا ليطرق بقبضته على زجاج النافذة المفتوح للنصف
استاذة شهد يا سيادة المقاول.
رفعت رأسها إليه تجيب بضعف وأعين زائغة
ايوة .
اشار بكفه باستفهام فهمته لتجيبه
حاسة نفسي تعبانة ومش قادرة اسوق. 
رد حسن بلهجة قلقة
خلاص تعالي اركبي معايا وانا اوصلك ولا ترجعي جوا للمستشفى يفحصوكي
حركت رأسها برفض قاطع تردد
لا لا مش هرجع المستشفى مينفعش ولا هينفع برضوا اركب معاك واسيب عربيتي...
توقفت قليلا بتفكير ثم قالت باستسلام 
بس هو لو ينفع يعني ممكن انت تيجي تسوق مكاني. 
خلاص تمام. 
قالها حسن بموافقة فورية وتزحزحت هي للداخل ليأخذ هو مكانها في القيادة وجلس يدير المحرك ويتحرك بالسيارة يخطف النظرات نحوها وقد بلغ التعب منها مبلغه حتى سلمت حصونها لتسند برأسها على زجاج النافذة مغمضة عينيها فقال حسن بنصح
انا رأيي إننا نرجع بالعربية احسن للمستشفى شكلك تعبانة أوي.
رددت بهمس ساخط
ما انا قولتلك مش عايز اكشف ولا انيل لزوموا إيه بس الزن 
تبسم رافعا حاجبيه بدهشة لهذه المخلوقة العجيبة في العند والتمرد حتى في تعبها فقال
ماشي يا ستي انتي حرة المهم بقى مقولتليش على عنوان بيتكم .
أجفلت شهد تتذكر وضعها في السيارة مع رجل غريب حينما يتوقف بها أمام الجيران وأهل المنطقة يكفيها الڤضيحة التي تسببت فيها أمنية وما فعله هذا الحقېر إبراهيم أمام الأفراد الذين حضروا في المشفى ف عادت برأسها تجيبه بتفكير سريع
هقولك بس ثواني هعمل مكالمة .
قالتها وتناولت الهاتف تتصل لتأتيها الإجابة السريعة.
ايوة يا شهد صحيح اللي سمعته من رؤى ده
ردت الاخيرة لمحدثتها على الفور
سيبك من اللي سمعتيه من رؤى انا عايزة أجي واستريح عندكم.
بعد قليل 
وقبل أن يصل إلى العنوان الموصوف تطلع إليها بدهشة وقد وجدها غاصت في نوم عميق حتى مالت رأسها للجهة الأخرى فظهر وجهها المليح القسمات بوضوح بعد ان سقطت قبعة الرأس الكاب وتدلت خصلات متمردة جميلة سوداء من غرتها على جانبي وجهها قميصها في الأعلى رغم اغلاق جميع الزرائر ومع ذلك اظهر طول عنقها الجميل.. توقف فجأة بعد ان كادت أنظاره تهبط للأسفل استدرك سريعا ليزيح بعينيه عنها ويركز نحو الطريق ولكنه لا يقوى على ازاحتها من تفكيره لا يصدق قرب المسافة التي نامت فيها انها لم تستغرق حتى ربع ساعة من الزمن مهما كان التعب الذي ألم بها كيف امنت له وسلمت لتغفى بهذه السرعة فتاة عجيبة بكل المقاييس يأمل أن ألا يتعب في العثور على عنوان المنزل الذي ذكرته له مغمغما باستنكار بعد تذكره أن تكون امرأة وبهذه الصفات هي المنفذة للمشروع القائم عليه.
واستمر يلهي نفسه بهذه الافكار حتى لا يقع في خطأ مراقبتها مرة أخرى وهي نائمة كما فعل منذ قليل.
ولا يعلم بجهله أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تملكها شهد حينما تزيد الضغوط عليها تهرب بالنوم.
في المساء 
كانت الجلسة بحديقة المنزل اسفل المظلة التي شهدت على العديد من الجلسات العائلية
عامر والذي كان جالسا على عقبيه وحوله التوأم المناكف يلعبون بالقرب منه وهو يشجع ظافر الصغير على المشي إليه
ياللا يا بطل يالا يا حبيتي اتقدم يا ولد وتعالى. 
خطا الصغير خطوتين ثم توقف بتعب 
ف ضحكت لمياء تشاكسه وهي جالسة تتناول في طبق المسليات أمامها
اهو وقف اهو اللي انت بتقول عليه خليفتك في الملاعب بقالك كام يوم من ساعة ما بدأ يخطي برجله وانت بتشجع فيه وحبيب ستو مصمم على الخطوتين وبس.
رمقها بغيظ ثم التف نحو الصغير الذي جلس على
أرضية الحديقة من التعب
ما تقوم يا بني وما تفرحش الناس الۏحشة فينا .
ضحكت مقهقه بصوت عالي لتزيد على غيظه وقبل ان يهم بالرد لمعت عينيه باستدراك ليعود إلى لعبته المفضلة الدائمة وأدخل كفه في جيبه ليخرج حبات من الحلوة ملفوفة ثم رفعها بوجه الطفل مرددا
تعالى يا بطل بقى عشان تاخد دي.
على الفور ھجم عليه التوأم لطلب حقهم 
انا يا جدو انا يا جدوا
جلجل بصوته العالي يعطيهم ويأتي لكن لميا استشاطت من الغيظ تهتف باعتراض
تاني يا عامر طب احنا مش منبهين قبل كدة على أي نوع في شيكولاتة يبقى ممنوع.
لوح لها عامر بقطعة منهم امامها مرددا
بس دي يا حبيبتي مفيهاش شيكولاتة دي نوع مستورد جيبته مخصوص وما بيجبش اي ضرر للطفل هاها..
جزت على أسنانها واحتقن وجهها بالأنفعال منه لتستمر الحړب الكلامية بينهم بينما هو دائما يفوز في معظم جولات المنافسة على الإستئثار بحب الأطفال يراقبهم جاسر وزهر وكاميليا وزو جها طارق الذي عقب ضاحكا
مفيش فايدة يا جاسر والدك ووالدتك الاتنين عقلهم صغير اكتر من بعض .
ضحكت كاميليا تضيف هي الأخرى
لأ بس بتصعب عليا طنت لميا عمو عامر كياد اوي يا جدعان. 
قهقه الجميع وقال جاسر
عندك حق يا ستي بس هي بتصفاله وتسامحه بعد كدة أصلها كمان مكنتش تعرف ان عنده هوس بحب الاطفال كدة. 
تدخلت زهرة قائلة ببؤس
ودلوقتي هي قدرت بس على حظي انا يا لا عشان تجيبي الخامس يا زهرة عشان تجيبي أخت للبنت يا زهرة.
عقب طارق ضاحكا يخاطب جاسر
إيه يا عم جاسر وانت ساكت ع الكلام ده ولا انت مسلطهم عليها ولا إيه
هز الاخر كتفيه بثقة قبل يلف ذراعه حول زو جته ليقول بزهو 
والله ما مسلطهم ولا حاجة بس هما واثقين في ابنهم ومراته واحنا بقى والحمد لله قد الثقة.
اسبلت زهرة عينيها بخجل وهي تلوح بكفها بيأس نحو صديقتها التي كانت تشارك الضحك مع الرجال وردت
حمد لله يا عم انا حمايا وحماتي مالهومش في الكلام ده وبعاد عننا واحنا كمان مستكفين بالبنت. 
القى جاسر بنظره نحو الصغيرة التي كانت جالسة بركن قريب في الحديقة بجواره ابنه مجد والذي كان يستذكر لها درس ما في منهجها بصبر دول كلل أو ملل فقال معلقا
ايوة يا جدعان بس البنت برضوا اكيد هتفرح لما تجيبلوها أخ أو أخت.
ردت كاميليا بنبرة تقطر بمرارة
بالعكس هي كدة احسن مش كل الأخوات بيبقوا فرحة لأهاليهم او سند لاخواتهم.
بدا التأثر على ثلاثتهم وقد وصلهم مغزى حديثها فتناول طارق كف ي دها يضغط عليه بدعم
انا شخصيا مستكفي بمراتي والبنت قاعد مع جوز قمرات هحتاج إيه تانى
تبسمت تناظره بامتنان كعادتها فقالت زهرة
ربنا يخليكم لبعض
اممم الثلاثة خلفها وقال جاسر بعد بعدها
اه صحيح نسيت اقولكم مش انا شوفت كارم من كام يوم مع عدي عزام عند مسؤل مهم اوي في البلد. 
سألته كاميليا باهتمام
وهو ماله بالمسؤل المهم
اجابها طارق
يا قلبي ما انتي متعرفيش بقى عدي عزام بيستغل كل نفوذ اخوه مصطفى عشان يكبروا شركتهم
 

تم نسخ الرابط