لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
مهرة
جايبه لورد عريس انما ايه صنيعي كسيب اد الدنيا
وتابعت
و ورد أختك فيها كل المواصفات هاديه ومالهاش حد يقرفه أصل ياعيني جوازته الأولي باظت بسبب حماته وحماه
ونظرت إلي مهرة التي تجمدت ملامحها
ها ايه رأيك يامهرة
لتحدق بها مهرة بجمود وقبل ان تنطق بشئ
متأخذنيش يامهرة ياحببتي .. بس مين هيبصلكم من ولاد الناس اللي ليهم عائلات ..ابوكم ورميكم وأمكم الله يرحمها ملهاش حد هنا ولا نعرف ليها حد
فكري وقوليلي رأيك ياحببتي
لتنهض مهرة من فوق مقعدها وقد لمعت عيناها پغضب
طلبك مرفوض... وياريت توفري نصايحك وخدماتك لنفسك
وهتفت بعلو صوتها
بره يازوزو .. ولا نسيتي نفسك
لتتسع عين عزيزة وقد ظنت ان أصلها قد محيه الزمن
لتقف مهرة أمامها
نورتي يازوزو
لتهوي مهرة علي مقعدها مجددا متذكرة والدها
انت السبب
...................
ذهبت إلي عملها دون حماس .. لتجد مني تخاطب أحدهم بالهاتف تخبره بألغاء موعد اليوم لعدم وجود جاسم
وأغلقت الهاتف وهي تزفر أنفاسها
كويس انك جيتي يامهرة
هو جاسم بيه مجاش
فحركت مني رأسها بأيجاب ..ملتقطه بعض الملفات من علي سطح مكتبها
الملفات ديه المفروض جاسم بيه يشوفها ويمضيها وللأسف النهارده هو مش جاي لظروف صحيه
وتابعت مبتسمه
وانتي اللي هتروحي توديها ليه
فعقدت حاجبيها بتسأل
اروح اودهاله فين
البيت يامهرة
وأبتسمت وهي ترفع وجهها نحوها
اكيد عارفه العنوان
فألتقطت منها مهرة الملفات بحنق ..وانصرفت نحو فيلته التي تعرفها تماما وكيف لا تعرفها ولها بها اسوء لحظتان
واخيرا وصلت الي وجهتها لتجد نفس الحارس الذي قد اسقطها أرض هو من يفتح لها البوابه
انتي تاني
لتتقدم منه مهرة بخطوات واثقه وهي تحمل الملفات
اه انا .. ووسع كده عشان مش فاضيه
ليضع الحارس بيده أمامها
هي وكاله من غير بواب اتفضلي ياانسه
فأغمضت عيناها قبل ان تدفعه بقبضه يدها وتدلف للداخل ..مشيرة للحارس الأخر
ابعد زميلك ده عني ..عشان شكله بيعصبني
وتابعت وهي تنظر إليهم بتحذير ..رافعة بعض الملفات
ليتذكرها الحارس
ايوه يافندم ..ثواني بس اعرف البيه بوجودك لان ديه أوامر
لتتأفف بحنق
داخله لرئيس الدوله انا
ونظرت حولها لتجد مقعد .. فجلست عليه وهي تنتظر الرد
جاسم بيه منتظر حضرتك
لتنهض من مقعدها واقتربت من الحارس الذي تفتعل معه شجار دوما
قال تتفضل اه يابتاع وكاله من غير بواب
.....................
نظرت سهير الي اكرم وهي ټضرب علي صدرها
يانهارك مش فايت عايز تسرق أمك ياأكرم
ليطالعها أكرم بضيق
انا مسرقتكيش انا بديهم جزء من حقوقهم
وتابع وهو ينظر لفخامة شقتهم
احنا مش فقره عشان نسيب أخواتي عايشين كده في بيت قديم بيصرفوا علي نفسهم
لتمتعض سهير من حديثه
وهما أشتكولك .. فوق كده ياأكرم انت ملكش غير اخ واحد هو كرم وبس
وتابعت بتصنع وهي تضع بيدها علي قلبها
افضل زعلني منك كده لحد ما ټموتني وترتاح يابن بطني
ليقترب منها أكرم بفزع يحاوطها بذراعيه
خلاص مش هفتح معاكي الموضوع ده تاني بس أرجعي ابعتلهم الشهرية بتاعتهم .. واعزميهم عندنا
وتابع بأمل
اقولك علي حاجه أحسن جبيهم يعيشوا معانا
لتنفض سهير ذراعيه عنها بقوه
اجيب مين يعيش معانا .. فوق ياابن بطني ومتزعلنيش منك انا كل اللي بعمله ده عشانك وعشان اخوك.. ديه فلوس جدكم اللي هو ابويا
وكويس اووي اني صرفت عليهم طول السنين اللي فاتت
وأنصرفت من أمامه ..تتباطئ في خطواتها
اعقل ياأكرم وخليك حبيب أمك يا حبيبي
.....................
أصبح يجلس معهم بالجناح يتابع أعماله .. كانت تسمعه وهي يتحدث في هاتفه بحزم فأدركت حقيقة كانت غافلة عنها كنان رجلا ذا أسم قوي في وطنه
ومستثمر له وضعه في بلدها لا تعلم لما شعرت بحړقة بقلبها وعينيها وهي تجد عقلها يخبرها بأن لا تنجذب لهذا الرجل
وتابعت أهتمامها بجواد وهي تعلمه القراءة بالعربيه
ولم تدرك بنظرات كنان لها بعد ان أنهي مكالمته
وعاد يجلس علي الأريكة مجددا يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله.. ليرفع وجهه
بعد برهة نحوهم علي صړاخ ورد بآلم .. فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
مابكي ورد ..أرفعي وجهك
وجثي علي ركبتيه امامها ..منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
لا تقلق جواد .. لا يوجد شئ
فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله .. ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده ..لينصرف بعدها دون كلمه
لتحدق هي في خطاه بصمت
........................
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها .. فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق
في حاجه يامهرة
فأجابته بتلقائية
زهقت من القاعده الصامته ديه
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه ..فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
مهرة الفيلا عندك كبيره... أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق
لتنظر إليه بتبرم .. وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم ..جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها
بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه ..بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده .. ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها
بحبه ياست الأستاذه ..
وضړبت علي موضع قلبها
قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح
يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه ..خليه يضربك بقي
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي
انتي ايه رأيك يامدام هدي
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث
معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما .. وحدقت هدي بمهرة طويلا
انتي فعلا محامية يابنتي
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
منظري مايدلش انا عارفه
وضحكت لتضحك فوزية معها
وأنقضي الوقت سريعا .. لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة
جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه...
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها ..لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره
الورق خلص خلاص
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن پشراسه
السواق بره منتظر يوصلك الشركه
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته .. وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه
....................
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا
كريم انا زهقت .. انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي
لتضيق عين كريم وهو يسمع ټهديدها
ولو قولت لاء يامرام
فلم تتمالك نفسها ..فالغربة أصبحت قاسېة عليها
يبقي هنزل مصر .. انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت پألم
حياة أتبنت غلط ..حياة أتبنت عشان تمنع ڤضيحة عيلة الشرقاوي
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها کرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
.......................
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه ..فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحاړقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها ..يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه
وهتف معاذ بمرح
مستعدين نتمشي شويه في المنتجع ..جو العصاري دلوقتي حلو اووي
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي .. فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه
فهتف معاذ من أجل ان يريحها
استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
انا هطلع أجيبها متتعبش حد
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين
فأرتبكت من وجوده ..وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق
هل أنت بخير
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها
ليجدها تقترب منه بقلق
لا تبدو انك بخير
فتمتم بتعب
انا بخير ورد .. اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده.. لتخبره بأبتسامتها الهادئه
مسكن للصداع
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
العفو ..لم أفعل شئ لأشكر عليه
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم
يراه من قبل في من عرفهن
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
كل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه
يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
وتنهدت ساخرة
ماهو صاحب الشركه ..
وتابعت بحالمية
امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء
ديما مطلعاني من أحلامي
ودفعتها بيدها
تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه .. واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق
متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا ..وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس ..دلفت تتباطئ بخطواتها
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة
متابعة القراءة