ڼار الحب والحړب بقلم ايمان الحجازي

موقع أيام نيوز

 


مستني انا وكل حاجه في اليوم ده تكون بكر مش عايز اضيع فرحه الأحساس ده فاهماني 
هزت زينه رأسها برفق
مردده 
فاهمه ! المهم دلوقت أنت عايز مني حاجه انا كمان ولا أمشي !
كان عمار حزينا لتلك اللكنه الجافه والحزن التي تتحدث معه به لا يريدها هكذا لا يريد سوي ان يري معشوقته العنيده التي أحبها والأصعب من ذلك أنه لأول مره يصعب عليه فهمها تذكر بسنت وما أردفت به قبل قليل وما يمكن أن تكون قالته لزينه وهي معها بالغرفه ردد عمار 

أنتي مش عايزه تسألي علي حاجه تاني !
علي الرغم من أن بداخلها الكثير من الأسئله
ولكن فضلت أنه هو من يخبرها بذلك رددت بإقتضاب وجمود
لأ 
متأكده 
أيوه وحاسه اني عايزه انام !
لا يدري بما يفعل معها نفخ بضيق ثم عاد ينظر إليها بحنان 
أدي الحزن حقه جواكي عشان بعد كده متلاقيش نفسك پتنهاري في موقف عادي حقه حقه بس مش أكتر من حقه ! وأعرفي أن كل حاجه غامضه وراها سبب ومليون افتراض ممكن الواحد يفكر فيهم لكن ده مش معناه أن الافتراضات دي كلها صحيحه ! أوقات التفكير الكتير بيطلع علي الفاضي ومبتاخديش منه نتيجه غير أنه بيتعبك مش اكتر 
روحي نامي يا زينه ومتفكريش تمام !!
هزت رأسها بالأيماء وانسحبت من تلك الغرفه ولم تفسر حديثه سوي ان هناك سببا آخر زواجهم ولحبهم وللقائهم ولكل شئ حدث معهم شعرت بغصه داخل قلبها ولكنها قررت أن لا تفكر بالفعل كما أخبرها 
أما عمار فأستدعاه اللواء نزيه وأخبره بما توصلوا له من حول مكان تهامي وتلك المنظمه ! وأخذ يدرس معه أليات الخطه مره أخري وكيفيه التصدي لهم 
ما أن انتهوا حتي ذهب كل منهم للنوم قليلا قبل بدأ اليوم التالي 
مع تسلل أول شعاع للشمس كان يقف عمار أمام الفريق بأكمله الذي حضر منذ أن قرع بابه أتخذوا مكانا خاصا بعيدا الي حد ما عن تلك الأصوات الضخمه لتدريبات الكتائب 
تحدث عمار في ثبات شديد بصوت جهوري
نفذت وجابت لنا المعلومات اللي أحنا محتاجينها عن المهمه والمفروض دوري دلوقت أبلغكم بيها ونبدأ التدريب علي أساسها لكن القائد قالي حاجه أبلغهالكم قبل ما أبدأ مع إني كنت معترض لكن هو أصر ! 
قالي دي يمكن تكون عمليه إنتحاريه أكتر ما هي هجوميه وملهاش غير نتيجتين بس يا أما نروح ونيجي ماسكين علم بلدنا ورافعين رأسها ومستنيين علينا بصدر رحب واحنا معانا خطه الدفاع 
يا نتكشف ومنرجعش من هناك وياعالم ممكن يعملوا فينا ايه لو أتمسكنا ! 
القائد قالي أخيركم الأول إذا كنتوا موافقين قبل ما تطلعوا المهمه دي ولا حد فيكم هيتراجع وقتها أنا مفكرتش وقلتله أننا وان كل واحد دخل الجيش أو الشرطه أو المخابرات أو أي قوه أمنيه فهو داخل بإرادته وعارف أنه ممكن ييجي يوم وميخرجش منها عايش قلتله إحنا لا بنختار حربنا ولا بنختار مكانها قلتله إحنا لو هنختار كنا أختارنا من الأول قبل ما ندخل المجال ده مش نختار هنطلع مهمه ولا لأ ومع ذلك برضه قالي خيرهم ! 
انا أول واحد برفع إيدي وبقول إني طالع مين فيكم عايز يتراجع !
نظر كل من معتز وعمرو وطارق وأمير لبعضهم البعض وهم يومئون برأسهم إيجابيا في ثقه مطلقه وإصرار وارتفع صوتهم الجهوري
إحنا في دهرك ومعاك يا فندم !
بينما نظر لمحمد الذي بات متوترا بعض الشئ ولكن شعر بأنه لا يحق له الرفض فالوضع اكبر من أن يرفض خرج صوته شبه واثقا 
معاك طبعا 
مضي خطوطين حتي توقف أمام زينه وبسنت وتحدث 
أنتو أكتر اتنين هتكونوا في امان لأنكم مش هتدخلوا معانا يعني لو أحنا مرجعناش انتو اللي هترجعوا ! ومع ذلك بخيركم للمره الأخيره !
تحدثت بسنت بحماس شديد 
انا أصلا زعلانه اني مش هشارك معاكم جوه المعمعه اللي انتوا رايحينها دي ومع ذلك مش هتدخل في طبيعه المهمه ! واكيد عارف اني مش هتراجع
أكد علي بسنت مره أخري ولكنها قاطعته بأصرار شديد وأخبرته بأنها معه دائما وكانت تنتظر ذلك الأمر من زمن 
كانت زينه تنظر إليهم والي إصراره وتأكيده عليها وهي تسأل نفسها ! لما هو خائڤ عليها لتلك الدرجه ولم يكترث حتي لزوجته التي من المفترض أنه يحبها أكثر من تلك الدخيله
كان عمار متعمدا في الأبتعاد عن زينه كي لا تفضحهم نظراتهم لبعضهم البعض خوفا عليها من بطش محمد الذي يعلم أنه يراقب كل فرد معه وتحديدا هو حتي أنه فكر في الاسترسال مع بسنت في الحديث أكثر منها وتمني لو أن زينه تفهم ذلك فقط من الاتجاه الصحيح وتتذكر ما أخبره لها ليله الامس وهو أن كل
تصرف أو عمل له وجهه أخري وسبب أخر غير الواضح امام الجميع 
ولكن زينه كانت ابعد ما يكون عن فهم وجه نظر عمار 
إبتعد عمار عنهم ووقف امامهم جميعا مرددا 
طبيعه المهمه هي الأغاره علي اكبر
كل منهم لا يفكر بالهزيمه بداخل عزيمه وإصرار علي الفوز فقط ولا يضع أمام عينيه سوي رايه بلده وهي ترفرف بحريه 
وما أن أنتهي حتي ردد بشبه إبتسامه واثقه 
كل واحد فيكم عرف دوره وإيه الحاجه اللي هيتدرب عليها خلال الفتره دي قبل ما نطلع لكن حابب اقولكم حاجه ! انا عارف أن ممكن يكون البعض فيكم شايف الأمر صعب وأنه ممكن ميرجعش ! انتو انسحب منكم الموبايلات النهارده واتسمح لكم تعملوا أخر مكالمه وبالفعل كل واحد فيكم عمل المكالمه دي ! كل واحد فيكم اكيد فضل يفكر مين اللي ممكن يكون اخر واحد يكلمه قبل ما ېموت أو يجراله حاجه ! في اللي فكر وفي اللي مفكرش وعمل المكالمه علي طول لأنه عارف هو هيكلم مين حطوا قدام عينيكم انكم راجعين منتصرين عشان الشخص ده ! عشان متوجعوش قلبه ! عشان هو مستنيكم وانتوا لسه عايزين تعيشوا معاه ايام كتير جايه وان دي مش هتكون اخر مره تشوفوه فيها ولا تسمعوا صوته 
علي الرغم منه نظر لزينه التي كانت تحلم هي الأخري بحياتها القادمه معه 
تذكر أمير أسراء الذي لا يدري لما أختار أن تكون هي آخر من يستمع لصوتها وتمني أن يعود مره اخري للقاء بها تمني أن تكون زوجته مثلما بين يوم وليله تأكد من أنها هي من اختارها قلبه 
بينما شرد معتز وهو ينقل نظره بجواره وأغمض عينيه في ألم وهو يحلم لو تشعر تلك الجميله بحبه لها ولكن كان ابعد من ان يجعلها تفكر في ذلك 
بينما كسا الحزن تعابير عمرو وهو يتذكر التي سلبت منه حبيبته وهو لا يفكر سوي بالخوض في المعارك الضخمه والمهمات الصعبه لعله يوما يذهب إليها شهيدا 
أما طارق فشرد بوالدته التي لم يتبقي لها أحدا في الدنيا سواه أراد العوده إليها كي لا تظل وحيده أو ټموت قهرا وحيره عليه 
ولم يفكر محمد سوي بالنجاه بحياته مهما كلفه الأمر 
أنتشلهم عمار من تفكيرهم سريعا وهو يوجه حديثه لبسنت 
دكتوره ! انا عارف إنك متدربه علي أنواع كتير فظهورك معانا وقت التدريب هيكون قليل 
ثم نقل بصره لزينه 
بشمهندسه ! في جهاز هيوصلك النهارده ده اللي هتشتغلي عليه ! لكن قبل ده لازم تتعلمي معانا أستخدام الالي بجانب استخدامك !
أعطاها صغيرا وأخبرها بأن تسدد جميع أهدافها تناولته منه وأخذت ټضرب ببراعه شديده وسرعه بديهه بدأ عمار يدخل معها بسنت
في بنفس وكل منهم ابلت بلاءا حسنا وأظهرت براعتها وحسن تدريبها
أحضر عمار الآلي وأعطاه لزينه ! كان ثقيلا بعض الشئ في يديها وأخذ يعلمها كيفيه تثبيته والأنطلاق به أخذته زينه وكانت خائفه في بادئ الأمر ولكن مع التركيز وجدت أمر سهلا الي حد ما ومع اول طلقه لها بذلك حتي أصابتها بعيده عن الهدف بواحد ملي علي الرغم من أنها لم تصب الهدف دقيقا ولكن كان ذلك مفاجأه للجميع الذي توقعوا أقل من ذلك بكتير 
انزلت زينه مردده ببعض الضيق وهي تنظر لعمار
أتمني أكون عجبتك يا حضره القائد
تقدم عمار قليلا أمامها وهو ينظر للهدف مرددا 
حلو ! واحده واحده هتتعلمي
كانت زينه محبطه بعض الشئ لأنها لم تصبه جيدا رأي عمار ذلك اليأس بعينيها وقرر أن يعمل علي رفع معنوياتها وتشجيعها أكثر بينما كان الجميع فخورا بها كثيرا بإستثناء محمد الذي لم يستطع التحكم بلسانه مرددا في سخريه شديده منها 
شايفين يا جدعان ! أنا أول مره أشوف بنت بټضرب ڼار والله لا وزعلانه إنها مش عارفه ټضرب كويس !
ما أن استمع عمار الي كلمته حتي غلت الډماء بعروقه ونظر إليه پغضب ثواني ووقف أمامه
لما نتكلم عن حد في الفريق يبقي تتكلم بأدب يا روح امك !
ضربه عمار ببطنه بطرف پغضب وهو يلقيه بوجهه ثم أستدار ووقف بمنتصفهم 
أي حد هيقلل من أي فرد مننا هينطرد بره الفريق ويتعاقب كلنا هنا إيد واحده وروح واحده مفهوم !
ردد الجميع بلهجه واحده مفهوم رمق زينه بنظره خاصه وكأنه يخبرها بأن لا تغضب أو تستمع إليه فهو أخذ لها حقها 
أستمرت زينه مع بسنت في القتال بينهم وبين البعض في حين توجه باقي الفريق الي التدريب علي دوره الذي أخبرهم به عمار 
تحولت تلك الساحه الي اصوات مرتفعه من الضړب وطلقات مدويه من واستمر ذلك الأمر أكثر من خمس ساعات متواصله 
توقف الجميع لأخذ قسط من الراحه قليلا للأكل وتناول مشروبا قبل أن يواصلون التدريب مره ثانيه 
تناول الجميع طعامه وما أن انتهوا منه قدم لهم مشروبا باردا تلهفت بسنت له بعطش شديد واخذ تتناول منه الكثير والكثير وما أن انتهت
حتي رددت 
هما بتوع الجيش بيتعبوا كده ! ازاي بيكونوا محرومين من حاجات كتير زي دي ومع ذلك متحملين ومكملين تدريبات زي دي وأصعب ده علي كده بقه الواحده متفكرش نهائي تتجوز أو تفكر في واحد من الجيش
نظر لها معتز بشرود في حين ضحك عمار مرددا 
وهو عشان حياته صعبه يبقي مينفعش يتجوز ولا إيه 
مش قصدي طبعا ! كل واحد ليه حق أنه يتجوز بس انا بقول رأيي ! يعني أنا مش شايفه أن واحده عاديه دكتوره مثلا زيي أو مدرسه او اي حاجه خارجه عن الجيش ليها ميزه أو هتستفاد حاجه لما تتجوز واحد من الجيش
عمار بذهول شديد 
إنتي بجد شايفه أن الراجل العسكري مينفعش يتجوز واحده عاديه ! بالعكس ده مناسب ليها جدا
هاتلي ميزه واحده بس كده !
ميزه واحده ! طيب بتعرفي تعدي لحد فين 
تناول عمار ما بيديه من مشروب دفعه واحده قبل أن يشرع بالحديث 
اقولك انا إيه ميزه الراجل اللي في الجيش من ناحيه الجواز
نظر لزينه سريعا وكأنه يخبرها بأن تنصت إليه هي
 

 

تم نسخ الرابط