خطايا بريئة ميرا كريم

موقع أيام نيوز


تربت عليها ورسخت بها
لأ احنا لازم نبقى على نور من اولها انا لا يمكن ا بكده أنا عارفة أن في فرق بين عيشتي وعيشتك زي السما والأرض وفي فوارق كتير ما بينا بس ڠضب ربنا مفهوش فوارق
أخر مرة اوعدك انا بس قولت علشان نحتفل بأول ليلة لينا مع بعض
ده انت كأنك
قاصد ربنا ما يكرمناش ولا يباركلنا
مش قاصد وبعتذر يا شهد مش هتتكرر تاني واوعدك عمري ما هحطها على بقي

حقك عليا
خلاص سماح المرة دي
.
ابتاعوا قالب كيك كبير كتب عليه حروف اسمه والعد من بالونات الهيليوم الملونة وقد جلبت له ساعة ذهبية قيمة 
والعد من الملابس التي كان يفشل في شرائها وكانت تتكفل هي بها وهاهم وصلوا امام باب الشقة يطرقون عليه طرقات متتالية متحمسة ولكن حين فتح الباب وأطلت عليهم تلك السة تجمدوا بأرضهم حين صړخت بهم
جرا أيه منك ليها بتخبطوا كده ليه على الباب هو بيت ابوكم!
تشبثوا الصغار بساق رهف پخوف لتقول هي بشراسة وهي ترمقها شذرا من اخمص قدمها لاعلى رأسها
اه بيت ابوهم واتكلمي عدل أنت مين وبتعملي ايه هنا
اجابتها وهي تلوك علكتها بطة فظة وتتخصر أمامها
آآآه افتكرتك انت طليقته اظن فاكراني انا اللي جيت سألت عليه في اتشفى
ات رهف غصة بحلقها واعادة صياغة سؤالها
ايوة عرفت بس بتعملي ايه هنا بالمنظر ده مش فاهمة!
طالعت سميرة قميص نومها الصارخ الذي يظهر من أسفل مأذرها الشيفون ثم أجابتها ببسمة منتصرة وكأنها فازت بجائزة
هو انا مقولتلكيش أصل مستر حسن كتب عليا ليلة امبارح 
أصله ياي وحداني وعايز حد يونسه وملقاش احسن مني
شهقوا الصغار بينما هي ظلت لثوان متجمدة بأرضها لا تستوعب ما نطقت به وحين فعلت نمت بسمة على ثغرها وظلت تتسع إلى أن تحولت إلى ضحكات هستيرية متلاحقة
بتضحكي على ايه عايزة افهم
قالتها هي بصوت جهوري وهي تضع ها بخصرها وتنظر لهم بنظرات جعلت الصغار يرتعبون منها تزامنا مع خر يرتدي روب الاستحمام ويجفف شعره بمنشفة صغيرة وماإن رآهم ش ه وسقطت المنشفة من ه وهمس مها
رهف 
هزت رأسها وتزات ضحكاتها ثم تخطتها وتقدمت منه تضع به قالب الكيك وتلك الاشياء التي كانت يساعدوها ابنائها في حملها ثم قالت متهكمة بسخرية مريرة
اه رهف
مبروك يا عريس فرحتلك أنا وولادك كنا جاين نحتفل بع ميلادك بس يظهر أنك احتفلت بطتك مبروك
زاغت نظراته وحاول التبرير وتقمص دور الضحېة كعادته
رهف انت فاهمة غلط خليني افهمك انا اتجوزتها علشان 
تشوف طلباتي
صدر صوت ساخر من فم سميرة ولوت فمها على خنوعه وتبريره لها التي عقبت عليه مستنكرة
طلباتك ده ايه شايفني الفلبينية اللي بتدفعلها بالدولار وين انت خاېف منها ليه قولها أنك كنت ھتموت عليا واتجوزتنى علشان أدلعك النكد اللي عيشتك فيه
زعق بها بعصبية كي يخرسها
اسكت الله يخربيتك
ابتسمت رهف بسخرية ونفت برأسها بلافائدة وعقبت على حديثها وكأن الأمر لم يعد يعنيها
متتعصبش يا حسن هي من غير ما تقولي أنا عارفة كويس اسبابك واظن شرحتها ليا تفاضة في مرة كده 
لتهزأ من ذاتها ومن ذلك القرار الغبي التي كادت أن تقدم عليه لولا رأفة ربها
عارف أنا كنت فاكرة اللي فات غيرك وكنت بحاول اقنع نفسي اعيش معاك علشان خاطر الولاد بس انت رغم ندمك كده إلا أنك اثبت بكل براعة أن اللي فيه طبع عمره ما يقدر يغيره
نكس رأسه بخزي بينما هي تنهدت بضيق و صوبت نظراتها لأطفالها وتسألت
توا تقعدوا مع بابي يا ولاد تحتفلوا معاه وارجع اخدكم
نفوا
الاثنين سويا وهم ينظرون پخوف ل سميرة التي تقف تتخصر وتهز قدميها لترشقها رهف بنظراتها ثم تسترسل
طيب قولوا لبابي كل سنة وهو طيب علشان نمشي
عاوه الصغار ثم غادرت بهم وهي تبتسم بسخرية مريرة وتهز رأسها بلا فائدة لتثور سميرة عليه ويتعالى صړاخها وكان رده عليها انه زمجر غاضبا ورمى ما به وهو يسبها بفجوج منفعل وېهدد بضربها كي يخرسها. ولكن كان ردها عليه قوي ل على انثى لا يستهان بها فقد قذفته بأول شيء طالته ها وإن تفاداها انهالت عليه بوابل من الكلمات اللاذعة التي جعلته يلعن الساعة التي أوقعته بها وهو يعجز عن ردعها.
ليجلس يكوب رأسه منهزم ينعي غبائه الذي جعل الندم يتفاقم بصورة مضاعفة فكم كان يطمح من جد في امتلاك أم ابنائه ولكن هي صعب عليه نيل غفرانهاو أفسد الأمر من جد بغبائه وقراراته البالية التي أوقعته في نفس الخطأ للمرة الثانية ولكن يبدو أن عواقب تلك المرة لا يستهان بها.
الرابع والأربعون
مرت عدة شهور عليها بروتينية تامة دون جد وهاهي تدفع عربة المشتريات وتقوم بوضع مختاراتها داخلها حين لمحت تلك السة العطوف جارتها تتقدم منها و وحين لمحتها كريمة ابتسمت بسمة عابرة وقالت بنظرات حزينة
ازيك يا بنتي
الحمد لله ازيك انت يا طنط
الحمد لله على كل شيء اذنك
ات رهف غصتها وتسائلت وهي تلاحق خطواتها
انت زعلانة مني
نفت كريمة برأسها وهمهمت بنبرة متحسرة
زعلانة من الزمن وعلى حظ ابني
طنط كريمة انا اسفة بس الحاجات دي نصيب وانت اك عارفة
هزت كريمة رأسها وعاتبتها قائلة
عارفة يا بنتي بس هو بيك وكان امنية حياته تبقى ليه ابني عمره ما كان مبسوط غير لما توا من بعض
لا تعلم لم تزا تثاقل قلبها و وجدت ذاتها تنطق
دون اي ارادة من عقلها
هو كويس
تنهدت كريمة بحزن وردت على سؤالها بسؤال أخر وضعها بمواجهة مع ذاتها
بتسألي ليه!يهمك أمره
زاغت نظراتها ونكست رأسها دون أن تجيبها لتزفر كريمة وتخبرها
على العموم هجاوبك أخد قراره انه هيسافر وي البلد وبيحضر في الورق هيرجع تاني لشغله بره مصر
اخذ الأمر منها بعض الثوان لتستوعب حديثها ونطقت ها بحروف تضاهي تثاقل قلبها
هيسافر!
أومأت لها وأكدت
ايوة يا بنتي علشان ي زي ما وعدك
بس انا مطلبتش منه يسافر
من غير ما تطلبي ابني طالما وعدك يبقى عمره ما هيخلف وعده وهو شايف انه علشان يوفي بالوعد ده لازم ي
شعرت بالضيق من ذاتها وكادت أن تستأنف حديثها ولكن كريمة استئذنت منها وسبقتها بخطواتها لتضع هي ها على موضع قلبها الذي ينتفض عاصيا بين ضلوعها وهي لم تتفهم ما الذي يصيبها 
تغيرت حياتها انتقالها لتلك الڤيلا التي ابتاعها من أجلها كي ينشأ بها ذكريات مميزة وبالفعل كان يجاهد كي يفعل ولكن يعيقه في التفرغ لها انشغاله بعمله وبأملاكها التي تولى إدارتها من جد و رغم تقصيره معها إلا انه لم تشعر بالسوء منه فست بأقل القليل وسوف ترضى فطالما كان يمنحها كافة اهتمامه و يغدقها بمشاعر عاشقة تذيب قلبها فلديه ما يكفي من الرص بقلبها ويكفي انها تشعر أن كل ما مضى لايذكر مقارنا بسعادتها الآن كونه عاد لها.
فكانت تتململ بفراشها حين تسللت رائحته التي تميزها من وسط ألف رائحة غيرها ابتسمت وهمست والنعاس
مازال يسيطر عليها
صباح الخير يا يبي
حانت منه بسمة حانية وأجاب وهو يجلس يتأملها كعادة ملازمة له منذ زمن
اصحي خلي شمسي تطلع بنور عنيك
رفرفت بأهدابها واتسعت بسمتها ثم اعتدلت بنومتها وهي تفرك اها وإن انتهت وجدت فستان أبيض معلق أمام سريرها انتفضت من نومتها واخذت تتأمله بنظرات حالمة فكان مطرز تطريز بسيط من خامة الستان المتداخل
مع الشيفون الكرستالي بتصميم رقيق يناسب ها
ايه ده يا يامن
فستان عايزك تلبسيه بليل علشان هنخرج نتعشى مع بعض معلش أنت عارفة أد ايه كنت مشغول الفترة اللي فاتت ومكنتش بعرف اخرجك
هزت رأسها وقالت وهي تتعلق 
يبي أنا عذراك وين حتى لو مقصر انا راضية المهم أنك معايا 
تنهد وبينه وبين ذاته مازال مؤنب رغم رفضها
انا معاك بروحي ي ونفسي أعملك حاجات كتير بس انت بقى اللي دماغك ناشفة
نفت من جد برأسها واخبرته بإقتناع تام
أنت كفاية عندي مش عايزة حاجة تانية
ابتسموا معا ولكن ظل السؤال يطن في رأسها ونطقت به
هو ليه جبته ابيض مش أي لون تاني!
اجابها بنظرات معاتبة ذات مغزى تخص رفضها لاقامة حفل زفاف 
عايز اشوفك بالأبيض ولا دي كمان هتعارضيني فيها
نفت برأسها وقالت بطاعة
لأ مش هعارضك يا يبي حاضر
لتصوب نظراتها للفستان وتستأنف بإعجاب
الفستان حلو اوي وذوقك يجنن بس يارب يجي مقاسي الكرش 
قالتها ببسمة حالمة 
مش مصدق أن في حتتين مني جواك انا بحمد ربنا على نعمته و هديته التانية والتالتة ليا 
مررت ها بخصلاته رأسه التي تستقر على بطنها وسألته مستغربة
التانية والتالتة!
اجابها وهو يرفع ناعستيه التي تفيض بمكنون قلبه المولع بها
ايوة هديتي الاولى كانت انت يا نادين
أنت اللي كتير عليا
اوي يا يامن ربنا يخليك أنت واشيائك ليا
تقصد ابنائها ثم مطت فمها وكأن الأمر لاح في عقلها لتوه 
بس انا خاېفة البت غالية لما تيجي تاخد الدلع مني
ابتسم وشاكسها 
طب ما انا كمان خاېف لما الواد برعي 
يجي ياخدك مني
شهقت من ذلك الأسم الذي يتعمد ان يثير چنونها به
مش هسميه برعي بطل رخامةايه برعي دي انت عايز تعقد الولد حرام عليك 
قهقه على چنونها وسايرها قائلا
خلاص بلاش برعي هنسميه حموكشة
خلاص متزعليش انا مش فارق معايا الاسامي المهم أنه ميخدكيش مني 
ابتسمت ومطت فمها بدلال يه
مفيش حد يقدر ياخدني منك يارخم 
جلس شاردا ينظر لمحيط المكان ب فارغة لم يعد يسكنها إلا الألم مخطئ هو حين ظن أنه سيتمكن من نسيانها وكيف يفعل وهو لسنوات لم يستطيع أن يفعل دون أن يتعلق بها ما بالك الآن ان ظن انه اخذ خطوات بطها فقد خذلته بنفورها ودفعت به لنقطة واهية لا وصول لها. ورغم صموده والتزامه بوعده لها إلا أنه يجاهد ذاته في نزع ها من قلبه قلبه الذي أن بين اضلعه پألم مصا لرائحة عبيرها زفر انفاسه حانقا ولعڼ تلك الهواجس التي تنتابه بها ثم أخرج من درج مكتبه جواز سفره واخذ يتأمله وكأنه وسيلته الوحة للفرار من هلاك ها.
ادخلك اخر كشف يا دكتور
قالتها الممرضة التي تعمل معه بعيادته كي تنتشله بها من شروده 
فقد أعاد وضع ما به بالدرج كما كان واغلقه قائلا
هو لسه في حد تاني انا مش قولتلك متخديش حالات تانية وتعتذري وتبلغيهم إن العيادة هتتقفل
حصل يا دكتور بس الحالة صممت تقابلك وتكشف عليها 
زفر أنفاسه وقال بعملية
طيب دخليها
حاضر يا دكتور 
ليتنهد وينزع نظارته ويغمض اه وأخذ يمسد موضعها على أنفه بأبهامه وسبابته لحين اتاه صوتها ليؤكد حدث
اهلا يا بشمهندسة اتفضلي بتشتكي من ايه
تنهدت وسارت بخطوات وئة تجلس في المقعد المواجه لمكتبه وهي لا تعلم ماذا تقول أو من اين تبدأ لت ها وتقول ببسمة متوترة
بتمنى تكون العيادة عجبتك لما استلمتها
سؤالك متأخر تلت شهور يا بشمهندسة ليصمت لهنيهة ويستأنف
على العموم انا بلغت بشمهندسة سارة تبلغك امتناني لمجهودك
ردت ببسمة باهتة وهي تفرك بها
اه قالتلي
هز رأسه بثبات وتسأل بعملية وترتها
طيب قوليلي بتشتكي من ايه يا بشمهندسة علشان
 

تم نسخ الرابط