رواية جنتي على الارض

موقع أيام نيوز


بعد ذلك من مصافحة عمه له و تظاهر ماهيتاب بالخجل و توالي المهنئين ...و لم يلحظ دهشة والدته و امتعاض أخته نسرين...فقط شعر بلذة الاڼتقام ..و في غمرة تلك اللذه لم يلحظ مراقبة عيني ماهيتاب له و لساره...فقد كانت حواسها حاضره جدا لما دار بينهما من حديث صامت.. حديث أدمى قلبها .. فكيف ما زال يفكر بأختها التي لا تقارن شكلا بها.. فماهيتاب رائعة الجمال تمتلك شعرا ذهبيا و عينان زروقان بلون البحر..و لطالما انتشت بنظرات المعجبين بها.. لم تقابل رجلا قط و لم يبهره جمالها ما عدا إياد... الذي أشعل فيها روح المنافسه لتلعب على كل الاوتار لتظفر بإعجابه.. و لكن ما زال متعلقا بأختها ساره.. ها هو يجرح كبرياؤها مره أخرى و لكن ليست ماهيتاب من ترضى بأن تكون رقم اثنان حتما ستمتلك إياد ثم عندما تمل منه تتركه و ليس العكس.. فلا أحد يترك ماهيتاب الجميله.

و كانت الصدمه الثانيه لإياد من صنع يده فارتباطه بماهيتاب كان كارثيا... و في النهايه اضطر إلى فسخ الخطوبه مسببا شرخا بينه و بين عمه... و لكن فتاه كماهيتاب لن يستأمنها أبدا أن تكون أما لأبناءه.
فكان القرار... عليه أن ينسى التفكير بعواطفه و فقط بالعقل .. بالعقل يعمل و بالعقل سيتزوج.
29112014
جنه..الآن
أغلقت جنه شاشه الحاسوب و أعادته سريعا إلى
غرفة ابنة خالها عبير ثم عادت إلى غرفتها التي سكنتها طوال السنوات الماضيه غرفه متواضعه مقارنة بغرف الفيلا الكثيره و لكن لا يهم.. الان قد حصلت على وظيفة أمينة مكتبه بمدينه المنصوره فلتوها أنهت المقابله مع صاحبة المكتبه الدكتوره نوال الحداد و التي ما إن علمت بمدى احتياجها للوظيفه قامت فورا بعمل استثناء لها و إجراء المقابله على أحد برامج الدردشة على الانترنت لتنهي المقابله بوعد أكيد لها باستلام الوظيفه و أيضا مكان شاغر في سكن الطالبات الذي تمتلكه... و تذكرت حسن حظها تلك الليله عندما شاهدت أحد البرامج التلفزيونيه و التي استضافت الدكتوره نوال الحداد لما لها من باع في مساعدة الفتيات ذوات الحاجه و خاصه اللواتي فقدن ابآءهن و أصبحن يتجرعن مرارة العيش مع أقارب بلا رحمه... و عندما راسلتها لم تسألها عن أي تفاصيل فقط طلبت شهادة التخرج من الكليه و اثبات أنها يتمية الابوين.. ولكن الشيء السيء هو أن عليها الانتظار شهر كامل حتى تستطيع استلام تلك الوظيفه و المكان الشاغر فالسكن.
شهر واحد ليس بالكثير..هذا ما أقنعت جنه نفسها به.. بإمكانها احتمال الذل لشهر إضافي.
و لكن ........
أفزعها طرقا عڼيفا على باب غرفتها... قامت بسرعه و أدارت المفتاح ليفتح الباب و تجده خالها جميل الرفاعي واقفا و علامات الڠضب باديه على وجهه.
صاح فيها پحده انتي ازاي متنزليش تقابلي خطيبك و أتبع صياحه بصفعه على وجهها تلتها صفعه أخرى ثم قام بإمساكها من شعرها بقوه و قال لو الحكايه دي اتكررت تاني مش حيصلك طيب انتي فاهمه و عشان غباوتك دي الراجل افتكر انك مش عايزاه و فضلت احايل و ادادي فيه ساعه لحد ما رضي اعملي حسابك بكره هيكون كتب الكتاب.
هتفت جنه من بين آلامها مش حضرتك قلت على اول السنه.
قال جميل ما هو انا مش هاضمن تعملي ايه من هنا لاول السنه مش عايزينه يطفش من عمايلك.
أفلت شعرها و غادر مغلقا الباب خلفه پعنف لا داع له .. و ترك جنه مدمره فا هي فرصتها للخلاص من هذا البؤس قد ضاعت.. فهي لا تستطيع الوقوف ضد خالها فحتما سيضربها إن عارضته ثم كعادته سيحبسها.. كانت تخطط للهرب و استلام تلك الوظيفه قبل أن يحين موعد كتب الكتاب..لكن غدا أين عساها تهرب فلا مأوى تلجأ إليه و لا مصدر للرزق تعيش منه.
ربما تلك هي مشيئة الله أن تتزوج بذلك الرجل الخمسيني المزواج عوض الدسوقي و الذي لديه أبناء أكبر من عمرها..جففت دموعها ..توضأت و صلت داعيه ربها أن يريحها من هذه الحياه إن الكون فالمۏت راحه لها.
و في اليوم التالي
لبست جنه الفستان الذي أحضرته لها زوجة خالها و نزلت الدرجات لمصيرها المحتوم.. كان المأذون في انتظار أن تحضر و تبدي موافقتها على هذه الزيجه... تقدمت و بالكاد قدماها تحملانها .. قدمان اعتادتا اللهو و العدو فرحا عندما كانت والدتها على قيد الحياه .. و هما نفس القدمان اللتان سارت بهم لتقف على قبر والدتها و قبر جدها طفله حزينه تبكي و لا تجد من يواسيها..لا أحد يواسيها فجميع أحبتها يرحلون...نعم رحلوا و تركوها لهذا المصير البائس.. اه كم بإمكان قلبها أن يتحمل بعد..أبإمكانه احتمال هذا الرجل السوقي .. أبإمكانه احتمال نظراته المقززه و لمساته المنفره عندما يقفل عليهم باب واحد.. أبإمكانه أن يصحو صباحا ليقابل برائحة فمه الكريهه و أنفاسه النتنه... لا لن يستطيع .. إذن ما الذي يجعله يستمر بالخفقان ..
 

تم نسخ الرابط